YAOI YEAH !!

حياتي صارت جحيم, بالعامية ياوي درامي

« Older   Newer »
  Share  
view post Posted on 28/5/2015, 20:39     +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:


شكرا كثير على تعليقاتكم وفطوم معك حق بس الحنية مابتطول
ونونة انا بعد حبيتها ياوي حتى وانا اقراها تخيلتها هيك مع اني قريت اول فصلين وشوية وسط ورحت للنهاية روايات ستريت بيمللون واذا حلوة بروح للنهاية اول ههه جد الياوي غير مابينمل معه وراح غير فيها لهيك لا تتغشي ههه
ايه وانا اليوم بنزل لكم فصلين يعني جهزو المناديل
 
Top
glboOo13
view post Posted on 28/5/2015, 20:41     +1   -1




ننتظرررك قلبوو
😍😍
 
Top
Øtákú
view post Posted on 28/5/2015, 21:36     +1   -1




عاااا لا عششقت الرواايه قرييتها اكثر من مررره ننتظرك :<3: :<3: :<3:
 
Top
view post Posted on 28/5/2015, 22:52     +1   +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:




(((((((((((((((((الفصل الرابع))))))))))))))))

~~**أخفض جناحيك..**~~

الخميس...
19-7-2007...

فتحت عيني وقمت مفزوع... جلست أناظر المكان... وتذكرت إني ببيت أبوي... لاحظت لزق جروح على يدي ووجهي إلي لامسته... فجأة إنفتح الباب ودخلت منه شغالة جايبة معها كاس عصير... ابتسمت لي وأشرت على أكل كان محطوط على الكومدينة... هزيت لها راسي وطلعت... كنت محتاج للأكل والشرب... وحطيت يدي على الصينية... رغم جوعي ما أكلت إلا شوي وحسيت نفسي برجع الأكل إذا أكلت أكثر... تركته وشربت العصير... وأنا أسند نفسي على الوسايد... شو صار لي؟؟ ومن حطني بالسرير؟؟...

قمت من سريري أخذت دوش ولبست توب... كان الوقت الساعة 7... فتحت الباب ونزلت السلالم... مشيت شوي شوي لأني كنت تعبان... وقفت عند مدخله وسمعت أصوات هرج ومرج... أصوات ضحك وسوالف... لاحظت المطبخ فـ رحت له... حصلت الخدامات جالسات يسولفن... عددهن كان 6 ... ثنتين منهن قاموا لما شافوني... إلي كانت جايبة لي العصير جابت لي كرسي أجلس... والثانية جابت شاي بالنعناع...
وهي تقول بإبتسامة حنونة وشفوقة وعيونها تتنقل على وجهي المعفوس: بابا هذا واجد زين
...
أبتسمت لها وهزيت راسي... وراحوا لصاحباتهم يكملوا سوالفهم... أما أنا فجلست شارد أفكر... وما حسيت باليد إلي إنحطت على كتفي... لفيت وجهي وناظرت حرمة كانت تبتسم بكل حزن
...
قالت بصوت هادي رغم إني شفت إستغرابها على وجهي: كيفك ماهر؟؟

هزيت راسي وأنا ألف وجهي عنها
...
وقالت مرة ثانية وهي تحاول تكون طبيعية: أكيد ما تعرفني... أنا هدى زوجة عمك سيف
...
ابتسمت بضعف... وفاجأتني لما تكلمت بلغة الإشارات: أنا أفهمك يا ماهر... كلمني
...
أشرت لها: أنتي تعرفي تتكلمي بهاللغة؟؟

جلست عالكرسي... وابتسمت وقالت بصوت حنون: أيوه... أمي كانت بكماء وصماء لما صار لها حادث هي وأبوي قبل عشرين سنة... توفى أبوي وصارت أمي تعاني هالمرض... بس ربتني أنا وأخوي وتعلمنا لغة الإشارات علشانها وما كأن شيء صار... بس هي توفت قبل سنتين
...
أشرت لها: الله يرحمها... ويسكن روحها الجنة
...
قالت لي:آمييين.... أكلت؟؟

هزيت راسي بأيوه... وقالت وهي تحاول تخترق وجهي وتناظر الكدمات : أبوك خبرنا إنك كنت عند خالك وطحت من

السلالم... ونقلك للمستشفى وقعدت كم يوم... كنت أريد أزورك بس هو قال إنك عنده...

سكتت شوي... وبعدين رجعت تقول مترددة : ماهر...؟
!
ناظرتها وأنا أفكر كيف أبوي خبر الكل عن الأيام إلي طلعت فيها من البيت لحد اليوم... والله شيء غريب
...
قالت وهي تمسح على يدي كأنها شاكة بشيء أكبر من هالسالفة: محتاج لشي؟؟ تريد تقولي شيء؟؟ أنا وسيف موجودين
...
ابتسمت بألم وهزيت راسي وأشرت لها.. لا... ما ودي بشيء... وطلعت من المطبخ ورحت لغرفتي... فكرت إني

لما كنت محتاج لسند ما احد وقف معي... ولما طاح الفاس بالراس سألوني عن حالي...
وفهذا اليوم قررت اكتب مذكراتي واشكي لها وحدها
* * * * *

الثلاثاء..
24-7-2007 ...

مرت أيام عشت فيها ببيت أبوي... ورغم إهانات زوجة أبوي إلي أسمعها بصورة مستمرة يومياً.. عشت بإرتياح... أخوتي علاء وعماد أستغربوا وجودي ...عيونهم تفضح فضولهم ورغم كذا كانوا حذرين... ولا مرة تقربوا مني... وأما طارق وليلى فأمهم ما تفارقهم ...وترفض وجودي بقربهم حتى ما أأثر عليهم... أما أبوي فكنت ما أشوفه إلا قله... وإذا طاحت عينه بعيني ...أشوف بنظرته شيء ما أعرف أحدده
...
ورغم هذا النفور... كان لي غرفتي إلي كانت ملجأي معظم ساعات وقتي... ووجباتي اليومية كنت أكلها مع أهلي بوجود أبوي... وبغيره مكاني فالمطبخ مع الخدم... وهذا إلي كنت أرتاح له... بس بعدين صارت عادتي أكل فالمطبخ بحضور أبوي أو عدمه... كنت أحب أتمشى فالحوش الواسع... ومن بعيد أناظر المسبح وأخواني الصغار يسبحون فيه وضحكاتهم تملي المكان... وكانت إبتسامتي باسمه مرة... وحزينة مرة... وما تجرأت أتقرب منهم فيوم... لأني وبكل أسف أدري إنهم ما راح يفهمون لأخرس غريب...

كان الوقت 8 باليل لما نزلت من غرفتي ... شفت أبوي يلاعب أخواني ويتكلم معاهم برقة وأبوية... وزوجة أبوي تسولف له... كانوا بالصالة وغالباً ما يتجمعون فيها... تعودت لما أشوف أهلي متجمعين بالصالة... أطلع لغرفتي أو الحديقة أو مجلس الرجال... وقفت لما حسوا بوجودي... ابتسمت بضعف وهزيت راسي بسلام لهم... وطلعت للحوش... لأني ما أحب أحسس نفسي إني عال وثقل لهم...

كنت أبكي وأنا أشخبط على المسودة... أتذكر الصورة إلي إنطبعت بذاكرتي لما شفت أهلي مجتمعين مع بعض...عايلة متكاملة... ما هي بحاجة لفرد جديد غريب
...
وسمعت صوت فضولي من وراي: ليش تبكي؟؟

لفيت لعلاء إلي قرب مني شوي... وسأل مرة ثانية : ليش تبكي؟؟

كتبت: أنت تعرف من أنا؟؟

قرا الكلام وقال: أيوه... ليش ما تتكلم؟؟؟ أمي قالت لي إنك أخرس ...صح؟؟

كتبت له: صح.. أنا لما كان عمري أربع سنوات مرضت... وصرت أخرس ما بقدرتي أتكلم
..
سألني سؤال فاجأني: ليش ما رحت للطبيب؟؟ ليش ما تعالجت؟؟

فكرت بسؤاله وفكرت اخبره نص الحقيقة وجاوبت:

أنا ما قد رحت لطبيب يكشف حالتي من وأنا إبن10 سنوات... لأن الدكتور قال ما في أمل... وبعدين خلاص تعودت ... هذي حياتي
...
قال وهو يفكر: أنزين... ليش يعني صرت أخرس؟؟

وعدت أكتب له وأنا أبتسم : كنت مريض... يقول جدي كنت ضعيف ومحموم وبعدين تأثرت وصابني الخرس
...
علاء بكل فضول: وليش ما كنت تعيش معنا؟؟ أعني
...
ابتسمت وكتبت: أنا كنت أعيش مع جدي أبو أمي... لكن الله يرحمه توفى قبل شهرين
...
علاء: وأمك؟؟ أنا سمعت
...
قاطعته لما مديت يدي متردد لشعره... مسحت عليه بحب... وابتسمت له ... ابتسم لي بإشفاق كأنه درى ليش أمي رفضتني
...
وعلى هذي الصورة تفاجأنا بدخيل... لفيت أشوف أبوي متسمر عند الباب يناظرنا بتردد... نزلت يدي وخبيتها ورا ظهري... وبعدت عن علاء... حسيت بالخوف من عصبية أبوي... والحزن لأني شفت نظرة التردد... كأني كائن غريب... مو مسموح له يأثر على غيره... مو مسموح له يعطي أو ياخذ...
أهتزت شفايفي بعبرة... وبتردد كبير وقفت ومشيت من جنبه... وطلعت لغرفتي أحبس نفسي...

* * * * *

الخميس...
2-8-2007 ...

كنت قدام المراية أناظر قصة شعري... ابتسمت أسخر من نفسي... من يشوفني يقول صح مجنون... تحسن منظره لما حاولت أساوي بين الخصلات... بس يحتاج يد خبير تصلحه...
رحت لدولاب ملابسي... أناظر الكم ثوب إلي تبرعت بها أمل لي... اليوم أهلي... أو بالأصح...أهل أبوي وزوجة أبوي... راح يتجمعوا ببيت أبوي... أمممم شو ألبس؟؟... مو من كثر الخيارات بس ... كانت الملابس شوي واسعة... سويت من ملابسي بيدي... وناظرت المراية وصادف إني ابتسمت بسخرية لأني متأكد من أن أهلي راح يضحكون علي... صح بدت الكدمات والجروح تقل أثرها... إلا إنها ما زالت مدموغة بوجهي...ابيضت بشرتي إلا أني شاحب مثل الأموات... عيني كانت كحيلة واسعة ولونها بلون العسل ... وشعري أسود كاحل بقصته الغريبة... أنفي حاد وشفايفي وردية
...
فجأة سمعت دق على باب غرفتي... فتحت الباب... وبعاصفة دخلت زوجة أبوي... ناظرتني بتحقير... وبعدها ضحكت باشمئزاز وعيونها على شعري
...
قالت: شنو هذا؟؟؟

وكأنها تذكرت إني ما بقدرتي أتكلم قالت: والله إلي يشوفك يقول طفل أخبل... شو مسوي بنفسك أنت؟؟ على بالك هذه آخر صيحة فعالم الموضة؟؟... المهم ما علينا... أسمع
...
وبكل حقد قالت بعصبية: أنا ما كنت موافقة تطلع لأهلي... بس أحمد أجبرني... ما أبيك تنزل إلا وقت العشاء يصب... تجلس تسمم بالأكل وبعدها تقوم تاكل بالمطبخ... ما أبيك تجلس مع أهلي... بيتقززوا منك... أخرس وكلك على بعضك غلط...بس شسوي.. هذي تعليمات أحمد... فاهم؟؟؟

هزيت كتفي بسخرية ووافقت... أصلا مو نيتي أقعد مع أهلها... وإذا هذا الحل يفرحها أنا يسعدني أكثر...
ناظرتني بتحقير وطلعت...

كانت الساعة على 9 لما نزلت من السلالم... كنت رابط شعري قد ما اقدر...وكان مو من عادة الحريم والبنات يتغطوا هم يكتفوا بالملابس الساترة الوسيعة والشيل... وتكون معظم جلساتهم مع الرجال... وبكذا ترددت أنزل... خجلت من إنهم يتذكروا موقفي لما جيت لأبوي ويلمحوا له... كانت الصالة مليانة... ضحك وسوالف... وأطفال يلعبوا هنا وهناك... والشغالات يجيبوا السفرة ويجهزوها
...
تقربت من الصالة متردد... كنت أمسك بطرف توبي متوتر وبالمسودة بطرف ثاني... وبلحظة حسيت بهدوء يعم الصالة... رفعت وجهي وحصلت الكل يناظرني... قسم منهم يناظروني يشفقة والقسم الثاني متقزز من شكلي... هزيت كتوفي ما يهمني رايهم فيني ...وتشجعت... إذا ما كنت أنا مرغوب عندهم ...هذا مو سبب يخليني متوتر... خلك قوي يا ماهر... أنت بخير بتعليقاتهم وبدونها... هزيت راسي بسلام ...وابتسامة شقت شفايفي
...
ناظرت أبوي... تقرب مني وقالي بهدوء غريب: تعال ياماهر
...
مشيت ووصلت لعنده... أشر على عمي خالد وسيف
...
وقال: هذولا أعمامك خالد وسيف
..
هزيت راسي بمعرفة وأنا أسلم عليهم... وأشر عمي سيف على هدى وتوأم ولد وبنت أعمارهم 8 سنوات
...
قال لي: هذولا زوجتي هدى وأولادي مازن ومزون
...
وبعهدها أشر أبوي على عمتي سلمى...إلي رفضتني بعيونها الحادة القاسية
...
أبوي: هذي عمتك سلمى... وبناتها نشوى ولجين... وولدها طلال يدرس بالخارج
...
ابتسمت لهن وأنا أدري عن الرفض فعيونهم...أنا مو أخرس بس بالنسبة لهم إلا إني مضيع...ومجنون... ومخبول... وأنا بكل بساطة ما أهتميت لهن
...
وقتها سمعنا صوت الباب من ورانا ينفتح
...
وصوت مو غريب علي ...صوت حسيت بالرهبة منه يقول: السلام عليكم...المعذرة تأخرت
...
أرتعشت وأنا ألف للصوت... لأني بكل أسف طاحت عيني على شخص مو مرغوب... شخص أعتبرته عدو لي... شخص كرهته بسبب وبدون سبب... وبدون ما أحس لفيت وجهي... أخفي تعابيره وملامحه عنه
...
قال أبوي مرحب: أهلا يا ولدي...تفضل يا وليد
...
صريت على أسناني ... وكمل أبوي: والعقيد وليد ولد عمك خالد
...
عضيت على شفايفي... فالأخير طلع قريب لي.. ولد عمي... حبيت أصرخ فيه إني أكرهك... وما يشرفني أبد أتعرف عليك
...
كانت نظرته لي هادية... بغضب مكبوت... وإشمئزاز واضح... أبوي حس بالشرر بينا
...
فقال: روح للحريم هدى بدها ياك
...
هزيت راسي لأبوي... بجلستي بجنب الحريم ما أحد تجرأ يكلمني فابتسمت ساخر... إلا هدى إلي كلمتني بالإشارات... نشوى ولجين كانوا نسخة طبق الأصل من أمهم إلا إني حسيتهم ضعيفات الشخصية... أما عن العمة فكانت مسيطرة وأستلمت حش فيني هي وزوجة أبوي من بداية ما جلست
...
لكن عالسفرة كانت الجدة ((مريم)) تسولف لي بحرية ودون قيود... ما أنتظرت مني تعليق أو كلمة لأنها أستلمت دفة الكلام... كنت أسمعها بحب وفضول... كانت تتكلم عن كل شخص فعائلتي
...
لكنها صدمتني لما قالت بكل بساطة : ووليد ولدي الغالي... عييت معه أخطب له...كل ما عددت له بنت من الأهل أو الجيران يقول لي دوم يا يمه أنا لما راح أتزوج بخبرك تزفينها لي... ومتى هاليوم؟؟ مدري... يبي يكمل عزبته وهو بعمر الثلاثين... لو كانت بنيتي حية ما كانت خلته فحاله... بس الله يرحمها توفت وهي تولده... وربيته أنا بعد ما رفض خالد يتزوج غيرها... يقول ما بعد سارة مكان لأحد... طيب وشهم وكريم... ووليد مثله بالطباع إلا إنه عصبي زوود والضحك ما يعرفه إلا معي ومع أبوه
...
عرفت إنها جدة وليد...أخخخ... أكره هالإنسان وكرهه يسري بدمي بشكل غير طبيعي... حمدت الله بعد ما لاحظت إني جلست لحد نهاية السفرة... زوجة أبوي كانت تناظرني بقهر... بقهر خلى منها تمثال الشر بعينه... ابتسمت لها ووقفت طالع للمطبخ...

* * * * *

الأحد...
5-8-2007...

كنت أمشي رايح للحوش لما سمعت أبوي يقول لزوجته: أشتري له لبسات على ذوقك مثل ماتشترين لعلاء وعماد
...
ما سمعت رد زوجة أبوي لأني ما أهتميت وطلعت... وبعدين لما كنت جالس بغرفتي... جاتني زوجة أبوي ودخلت علي فجأة... ناظرتني بحقارة ورمت كومة ملابس كانت بيدها
...
وقالت: إحمد الله واشكره ألف مرة... هذي الملابس تبرعناها لك يا ماهر
...
رفعت حواجبي أسخر منها... أما هي فطلعت مشوطة من حركتي... مشيت للأثواب... كانت توبين... واسيعين مررة بس حالتهن زينة
...
كنت ملان فَرحت أدور على مقص وأبرة وخيط... قلت لعلاء يدور لي... هو وعماد ما قصروا راحوا للخدامات وأعطنهم
...
كتبت لهم: مشكورين حبايببي
...
قال عماد: شو بتسوي؟؟

كتبت: بصلح هاللبسات إلي أعطتني إياهم أمك
...
علاء: وليش ما تشتري جديد؟؟ هذولا قديم
...
كتبت: عادي... أنا عندي أقدم من هذولا... بصلحهم ويجوا زين علي
...
وجلست متربع أخيط... وعلاء وعماد يناظروني ويسولفوا... وما حسينا إلا وشخص واقف فوق رأوسنا... رفعت راسي وكان أبوي... أختفت بسمتي بسرعة وأرتجفت شفايفي... هذي المرة الثانية إلي يشوفني فيها مع أخواني... مسكت لبستي وضميتها لصدري
...
سألنا: شو تسوون؟؟

جاوبه علاء: ماهر يخيط هاللبسات إلي أعطتهم له أمي
...
عماد قال وهو يمسك لبسة : شوف هذولا قديمات ووسيعات... هو يقول عادي... بيصلحهم ويجوا زينات
...
رفعت أنظاري لأبوي ولاحظت وقتها إنه معصب
...
كتبت له : آسف... آسف... بس هي جابتهم لي وقالت إنها تبرعت لي
...
ناظرني وزادت عصبيته... وطلع من الغرفة... قلت لعلاء وعماد يروحون ... ورتبت اللبسات وجلست ساعة وأنا خايف أبوي يجي يضربي... يمكن عصب لأنه مو مصدقني إنها زوجته أعطتها لي... يمكن ظن إني سرقتهم... فتحت عيوني لهالفكرة... وطلعت من الغرفة وشلت اللبسات... شفت أبوي بالمكتب... مشيت له وخليت الملابس بالطاولة
...
وكتبت: والله ما سرقت هاللبسات... هي تبرعت لي... إسألها
...
ناظرني وعيونه تلمع : أنا ما قلت إنك سرقتهم
...
وبعدين قال بعصبية : أنا قلت لها تشتري لك ملابس جديدة...بس الظاهر
...
إرتحت يعني السالفة ما هي لأنه ظن إني سرقت هاللبسات
...
وابتسمت : خلاص أنا عندي غيرهم... الجمعية إلي ساعدتنا بأعصار جونو والممرضة أعطوني كم لبسة... أعطيها إياهم وأشكرها... جزاها الله ألف خير
...
وقف وهو متضايق وبعيونه نظرة تردد وسأل: أنت ما قد شريت لك لبسة؟؟

كتبت: لا الحمد لله كنا أنا وجدي نحصل على لبسات نظيفة من جمعيات خيرية بالعامرات... وكنت أصلحها حتى يجوا زينات... ولما ضاعت ملابسي بجونو أعطوني لبستين غيرهم
...
وقف وناظر الشباك وسألني بصوت مخنوق: أنت درست بالمدرسة؟؟

ابتسمت لأني أستغربت أبوي يسألني هالأسئلة... بس جاوبته وكتبت : لا... بس جدي هو كان معلمي... علمني الكتابة والقراءة وحفظت أجزاء من القرآن على يده
...
سأل مرة : كيف كنتوا تدفعوا الفواتير ؟؟

كتبت: كان جدي الله يرحمه يشتغل بدكان قريب من بيتنا... وأنا كنت أنجم (( أخيط
))...

ناظرني فجأة وسأل : تعرف تخيط؟؟

هزيت راسي بأيوة وراويته يدي يشوف آثار الأبر على أصابعي... بس كان فيه آثار الكدمات والجروح... فسحبت يدي بسرعة وخبيتها ورا ظهري
...
حسيت بالحرج... فلفيت للباب حتى أطلع... لكنه وقفني لما قال: مااهر؟؟

لفيت شوي شوي ولاحظته يطلع بوكه من جيبه... وطلع منها صورة أعطاني إياه متردد
...
وقال بصوت أول مرة يجيني حنون: تعرف من هذا؟؟

ارتعشت شفايفي... غريبة شو معناة هالشي؟

لكني ...ابتسمت... هذا الطفل أعرفه
...
أعرفه زين
...
هذا أنا...

* * * * *

الأثنين...
6-8-2007...
ما أدري كم كان الوقت بالضبط بس توقعت يكون الفجر...
كنت بسريري نعسان لما سمعت صوت باب الغرفة ينفتح... حسيت بشخص واقف عند السرير... وجلس هالشخص على طرف السرير... وحسيت بيد تمسح على شعري... ووجهي... و بقبلة على عيوني... يعني ما كنت أحلم... ما كنت أحلم بالمرة الماضية... وبعدها سمعت صوت خفيف... كنت مغمض... إحساسي قالي لا تفتح عينك هالوقت... حتى سمعت صوت الخطوات تبتعد... ولما انفتح الباب ودخل الضوء... فتحت عيني...شفت ظهر أبوي وهو يطلع....

* * * *



*
.
.
((نهاية الجزء الرابع))

((((((((((((((((((الفصل الخامس)))))))))))))))


~~**غسلتك من مدمعي...**~~


الثلاثاء...
14-8-2007 ...


مرت أيام على وجودي فبيت أبوي... كان لي ملاذي براحة تامة... ما كدره

 
Top
view post Posted on 28/5/2015, 23:28     +1   +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:



الثلاثاء...
14-8-2007 ...


مرت أيام على وجودي فبيت أبوي... كان لي ملاذي براحة تامة... ما كدرها إلا إهانات زوجة أبوي... وحقدها إلي كل ماله يزيد... ولأني إخرس فهذا سبب سكوتي عن إهاناتها... كلامها ماهو إلا حرقة تسري فكيانها لأني قدرت ألفت نظر أبوي لي... قدرت أرسم فشفايفه إبتسامه ولو كانت حزينة... مثل ما قدرت أطبع فقلبه إحترامه لي...


كان أبوي ليومين يشكي من ألم بصدره... وهذا إلي خلاه يترك شغله لفترة ويرتاح فالبيت وأتقرب منه أكثر... كان كتفي السند إلي يستند عليه ... وكنت الإبن إلي مستعد ألبي أي طلب وحاجة يريدها... خلال هالأيام الأخيرة شفت نظرة الألم بعيون أبوي... نظرة التردد إلي كانت تلاحقني وين ما أروح... نظرة الندم إلي كنت أشوفها لمحات... وخاصة بوقت الليل لما ينفتح الباب ويدخل أبوي ويتم عندي دقايق ويطلع...
طريقته غريبة... عجيبة... بس أنا ما فكرت بدوافعه لأن كل فكري هو أرتوي من هاللحظات إلي أحس فيها بيد أبوي حنونة... وقبلة أحن منها ما حصلت...


وجا اليوم إلي إنكسر الحاجز بيني وبين أبوي...
مثل كل مرة جاني بالليل... كان يكح ويمشي بضعف... ومثل عادته جلس على حافة السرير وباس خدي...
وكانت هالمرة الأولى إلي يتكلم فيها...قال بصوت حنون ضعيف مشبوب بالندم: آآه... ياماهر...

وبكى وهو يحط راسه على يدي ويبوسها... : ســـ ...سامحني يا بني... سامحني... سامحني... الندم ياكلني... ياكلني...

تميت ساكن...وما حسيت بدموعي تنزل... حاولت أفهم الكلام إلي إنقال... حاولت أستوعبه... أبوي يعتذر؟؟ أبوي يطلبني أسامحه؟؟ أبوي ناداني "إبني"؟؟... أنا..أنا...

مديت يدي ومسحت على شعره... رفع راسه وناظرني أبكي... مسكت يده وبستها من ظاهرها وباطنها... وأنا أحرك شفايفي بكلمة صامته "آآه يا أبوي"...


وبدا يحكي وهو يبكي: كان بختياري... بختياري لما تزوجت أمك... حبيتها وأمنتها على حبي لما سافرت للخارج
أكمل دراستي... ولما رجعت لقيتها تغيرت علي... تغيرت حتى إني قلت هذي وحده ثانية بدلوها بزوجتي...

صحيح كان غيابي عن البيت متواصل ومتزايد فقصرت بحقها... لكن أبد ما توقفت عن حبها كل إلي سويته علشانها هي ... علشان أتحدى الفقر وأعيشها مثل ما كانت تطلب مني... علشانها هي وبس... وخانتني بكل بساطة لما سمعتها تكلم بالتلفون واحد وثاني وثالث...وأشتعلت فيني الحمية ومديت يدي عليها وطلقتها... وكانت الطلقة الأولى بس ما هي طلقة لأنها أطلعت حامل... حولت حياتي لجحيم... حولت حبي لها لوحش جبار ما يريد إلا الإنتقام لما حاولت تتخلص من الجنين...لكن كملت معها أربع سنوات إلي كانت بالنسبة لي عذاب وكنت أنت طفل منعزل... كتوم... خجول... مرضت بالحمى بأهمالنا وصابك الخرس... وصار كل منا يتهم الثاني بتقصيره... وبعد ما تزلزل كياني وأنهزمت... طلقتها بالثلاث حتى ما أضعف وأرجعها... كرهت حياتي وكرهت كل شيء يتعلق بهالإنسانة إلي خانت حبي لها... وحلفت إني مستحيل أتقبلها هي وإبنها بقلبي... وآخر كلمة قالتها لي كانت إنها بتكون لها الكلمة الاخيرة...

وسكت شوي ورجع ينتحب ويقول: لما جيتني قلت هي إلي رسلتك لي... ظنيت إنك أنت كلمتها الأخيرة فطردتك ... ولما جاني وليد وخبرني عنك قلت هذي عمايل سعاد ورفضت أجيك حتى بعد يومين من أصرار وليد... ضربتك لأني كنت أشوفها فيك... كنت أحسبك تتكلم بلسان أمك...وتنازعت مع أخواني حتى ما يضعفوا لكذبتك أنت وأمك...لكن... لكن... أنت غيرت كل المفاهيم... سألت عن أمك قالوا لي صح إنها تزوجت ونستك...وعرفت من مصادر الحقيقة إلي قلتها إنت... إنها رمتك لأبوها كل هذي السنوات الـ12... وأنا... أنا إلي كذبتك... كذبتك وطردتك وضربتك... و...آآآآه...

رفع راسه وقال بآآآهه : المرض علمني... علمني وين هي الحقيقة... علمني والندم ينخر عظامي...
ابتسمت بكل حزن... وبست يده... عرفت بالأخير سبب طلاق أبوي وأمي... الله يسامحك يا أمي بس... الله يسامحك... حب أبوي لك تحول لإنتقام وكره أعماه عن الحقيقة... وكنت أنا الضحية...


* * * * *


الأربعاء...
15-8-2007...


كنت جالسة مع أبوي عند الكراسي بالحوش...

قالي وهو يمسح على يدي: أدري إني حتى ولو أعتذرت من اليوم لحد موتي ما راح أوفي بـ...

قاطعته وأنا أكتب له:محشوم يابوي... أنا ما ودي إنك تنقص من نفسك وتعتذر لي... أنت إلي المفروض تسامحني على إني عبء عليك... ولأني أجبرتك بدون إرادتك إنك تعيشني تحت سقف بيتك...

ناظرني بإبتسامة حزينة: ورغم إلي سويته فيك... ترمي اللوم على نفسك... آآآه يا بني صدق إنك أصيل... جدك رباك وما قصر فيك... وأنا...أنا...

نزلت دمعه من عينه... مسحتها بلهفة... وأنا أكتب له...

قلت: لا يا بوي... إلا دمعتك ما تنزلها علي... الأيام لنا... ونقدر فيها نبدا حياتنا من دون ندم...

قال بإنكسار وآهة: أحس بسكاكين الألم والوجع تنغرس بصدري... ما ندري إذا عشت بعد هاليوم...

أنتفضت بخوف... كان كأنه يقرر مصيره... يا أبوي أنا بديت أتعلق فيك... بديت أحس بسند حقيقي فهالدنيا...
كتبت برجفة : لا تقول هالكلام يابوي... الأعمار بيد الله...
قال: ونعم بالله... كنت طول حياتي غلطان فحقك... وما ودي بعد موتي أخليك تتخبط فالظلام...
أرتعشت يدي وأنا أمسك بساعده... هزيت راسي بلا... لا... إحنا ما بدينا حتى نفترق بأول الطريق يا أبوي...
كتبت: أرجوك يا بوي... كفاية هالكلام...
ابتسم لي وقال: تأكد إني راح أكون لك سند حتى بعد موتي...

وغير الموضوع لما وقف...قال: تعال ساعدني يا بني... خليني أطلع لغرفتي أرتاح...
وقفت ونفذت أمره وأنا أفكر بكلامه... والخوف عشعش فقلبي...


* * * * *


الأحد...
26-8-2007 ...
الساعة 8 بالليل...


تاريخ هاليوم راح ينطبع بذاكرتي دوم... مستحيل أنسى هاليوم إلي كان بالنسبة لي طعنة قاسية دمرت كل شيء...
كنت فغرفتي أحس بنقباض... مدري ليش أحس نفسي ضايق... وفجأة ينفتح الباب بقوة... قفزت من مكاني بخوف...
كان عماد يقول: ماهرأبوي يريدك... يقولك أنزل بسرعة...
أستغربت مرة... شو يريد أبوي؟؟... وليش
بسرعة
؟؟... نزلت السلالم... شفت أبوي عند باب مجلس الرجال ووجهه شاحب مرررة... خفت عليه ورحت له جري... مسكت يده وبستها... وأنا أأشر له شو فيه...؟؟!..
قال لي بتعب : يا بني... الضيوف بالمجلس ينتظرونا ...
ورجع يرفع وجهه يقول وشفايفه ترتجف: طلبتك يا بني توافقني... هذا منيتي وأتمنى ما تخالفني فيها...
هزيت راسي موافق... وأنا ما همني أي شيء إلا وجه أبوي التعبان...
كتبت له : إلي ودك فيه ياأبوي راح يصير... بس أنت تعبان...
هز راسه : وهذا إلي يجبرني يا بني... تعال وراي...
ترددت أدخل ...لكن تشجعت ومشيت وراه... وأنا أحس بقبضة القدر تقبض صدري... ناظرت للداخل... كان عمامي خالد وسيف يتكلموا بهمس متوتر... وواحد من أهل أبوي ما أذكر أسمه... وهناك بكل هيبة كان الشخص إلي كرهته يجلس... وعيونه مثل العاصفة السودا الغايمة... يناظرني والإشمئزاز ينبض بوضوح...
تمسكت بإيد أبوي بخوف... أكره هالوليد لأنه يحسسني بالخوف والضعف... أكرهه لأن نظرة الإشمئزاز ما تفارق عينه... أكرهه لأنه عيونه تفضح إتهاماته لي...
قاموا عمامي وسلموا علي...وبعدين قال الراجل الي طلع محامي بهداوه وسماحة : كيف حالك يا ابني؟؟ أنت ماهر إبن أحمد الـ...؟؟!
هزيت راسي بأيوه وأنا أناظر أبوي بنظرة إستفهام... وهنا بدت ضربات قلبي تتسارع...
قال المحامي: والنعم فيك يا إبني... يا ماهرجاوبني على موافقتك... لأني جيت .....
سكنت ثواني أستوعب إلي قاله... يمكن صابني الصمم وأنا ما أدري... زاغت عيوني بفزع... أرتعشت يدي وهي ماسكة بساعد أبوي... ناظرته بخوف...ليش؟؟ ليش يا بوي؟؟ ليش تحطني بهالموقف؟؟ ... ابتلعت ريقي وعيوني تغشاها الدموع... ناظرت بتردد لوين ما وليد جالس بكل هدوء... كانت فعينه نظرة تحدي... أهتزت شفايفي خوف من المصير القادم... رجعت أناظر أعمامي وأبوي إلي كانت وجوههم تفضح قلقهم وتوترهم...
ما حسيت إلا والمحامي يقول: يا إبني ما سمعت ردك... أنت موافق على وليد بن خالد الــ...؟؟!
سمعت أبوي يهمس لي وهو يضغط على يدي: رد يا بني... رد...
كانت يده باردة... ووجهه شاحب... خفت عليه مرة... ناظرت وليد إلي ما أهتزت شعرة منه... وتركت يد أبوي ولاحظت إنه زاد وجهه شحوب...
هزيت راسي بموافق وأنا أحس بقلبي يهتز ويرتعش...وقتها أنولدت إبتسامة أبوي... وخفت حدة شحوبة...
قال المحامي بإبتسامة: تعال وقع هنا يا بني...
مشيت مثل المسحور وحطيت يدي المرتعشة على الورق لي كان موقعه ابوي ووليد ... أصابعي ترتعش والقلم رفض يوصل للمكان إلي المفروض أوقع عليه... حتى حطيت يدي الثانية على يميني أحاول أوقف هالرعشة... والدموع بركة على جفوني... وقعت... كنت أحس نفسي وقعت على ورقة إعدامي... وهو أصلا من متى كان قرار الإعدام من قرار المعدوم؟؟!
سمعت أبوي يقول بفرحة : شكرا يا بني... شكرا...
وحضني وهو يبوس عيوني المتبللة بالدموع... حسيت بحضنه غريب علي...
همس لي بتعب: سامحني يابني... ما كان لي غير هالحل...كل هذا علشان أحميك...
وطول ما أنا واقف رفضت أناظر لغريمي إلي صار وصي علي... يعني صرت من مسؤوليته وملكه؟؟ وكأن هذي الفكرة كانت لي صاعقة... لفيت للباب وطلعت من المجلس جري... وأنا ما زلت أحس بعيونه تتابعني...
.
.
أرتميت على السرير أبكي... أبكي بنحيب... آآه يا بوي؟؟ ليش تسوي فيني كذا؟؟ ما كفاني أعيش محروم من كل شيء... جيت إلحين ترميني بين مخالب الشيطان...؟؟ الشيطان نفسه... ما أعرف كم مر علي وأنا على حالتي هذي... إلا إني سمعت صوت صرخة تهز الجدران... انتفضت... وبعدها سمعت أصوات صراخ وركض...
.
.
طلعت من غرفتي جري... حسيت بقبضة تلوي قلبي... نزلت السلالم ... فجعني المنظر... كان أعمامي ووليد حوالين أبوي... إلي كان مرتمي على الأرض ونورة زوجة أبوي ماسكة صدره تبكي... أرتعشت وأنا أنزل الخطوات الأخيرة...
وما حسيت بصراخهم وأصواتهم... كل إلي سمعته كلمة مثل السم سرت فشرايين دمي...
(( مــــــــــــــــــات...مــــــــــات...مـــــات.. .مـات)) ...
أرتميت على ركبتي ودموعي تسيل... أمسك براسي وأرتعش... أبـــ ... ــــوي ... أنــ..ــا... مــــ...ـــــات؟؟ مات؟؟؟ ...
وأرتخت أطرافي وأنا أحس بالإغماء...
.
.
حسيت إني مكوم وراسي يروح مرة عاليمين ومره عاليسار... كان حد شايلني بين يديه... ما كنت بكامل وعي علشان أعرف من يشيلني... نزلت دموعي وأنا ما أحس بأي رغبة أفتح فيها عيني وأواجه الواقع... الواقع إن أبوي مات...


* * * * *

الساعة 12 ... منتصف الليل...

شفت أبوي بالحلم يطلب مني أسامحه وأنا أبوس أيده وأبكي أترجاه يرجع... لكنه كان يتجاهلني ويعيد لي كلامه ((سامحني يا بني... سامحني... ما كان لي غير هالحل ... وهذا علشان أحميك... علشان أحميك))...
نهضت من نومي مفزوع أبكي... وما حسيت إلا بإيد تمسكني من كتوفي وتجبرني أرجع أنام... فتحت عيني وأنا أرتعش بألم... حاولت أبعد الغشاوة عن عيني... ملت براسي أناظر إلي يمسكني من كتوفي... وكان هو..هو... وليد... تذكرت أبوي... وتكونت براسي فكرة غريبة وأنا أدري إنها غبية... هو السبب... هو السبب... كان أبوي صح مريض بس كان يتحسن... وجا هو قلب كل شيء...
شلت إيده عن كتفي بقوة... وحاولت أنزل من السرير... عرفت إني بالمستشفى من السرير الأبيض...
جاني صوته وأشعل رجفة فيني : وين ودك تروح؟؟
لفيت له ... ودموعي جامدة على خدي... تجاهلته وأنا أدور على نعلي (تكرمون)... ولما ما حصلتها نزلت حافي عالأرضية الباردة... وبكل ضعف مشيت حتى أطلع من الغرفة... ودي أشم ريحة أبوي... ريحة الأب إلي بديت أتعلق فيه... ريحة السند إلي بديت أحس فيه... وما حسيت إلا وهو يشدني من إيدي...
قال بحدة: ما في طلعة من هنا...
هزيت راسي بلا... سحبت يدي ...
وأشرت له : أتركني... بطلع..بطلع أشوف أبوي...
قال: مالك قدرة تشوفه...
اهتزت شفايفي وأشرت له برعشة : أنت شنو؟؟ ما تفهم؟؟ أريد أشوف أبوي... أريد أشوفــــــــه...
مسكني من إيدي وقال بعصبية : الظاهر إنت إلي ما تفهم... أقولك ما تقدر تشوفه... يعني ما تقدر...
حاولت أسحب يدي منه... لكن كنت كأني مقيد بيده...
وهو يكمل بدون ذرة حزن : عمي الله يرحمه ساعته جات... وهذا المكتوب والمقدر... الدكتور يمنعك تشوفه وأنت بهالحال...
سحبت يدي وقلت وأنا أرجع لوراي : أتركني... أتركني...أنت ما عندك ذرة شعور؟؟... أريد أشوف أبوي...
شفت يده تتكور كأنه ناوي على صفعي ...قال : لما آمرك على شيء تنفذه بلا إحتجاج... فاهم؟؟
هزيت راسي بعنف... لا...لا...لا... وتجاهلت الشرر بعينه ولفيت بطلع...
وهالمرة ماترك لي مجال مسكني من خاصرتي ورماني عالسرير... قاومته بكل ما أقدر... وكتف يدي الثنتين وصرت أرفسه برجولي... لكنه ما تحرك ولا ذرة... كنت كأني أحاول أزحزح جبل صامد... وبعد دقايق صرت ألهث وأتنفس بسرعة من التعب... وشوي شوي بدت حركتي ترتخي... وسكنت مرة وحدة لأني عرفت إني الخسران... ونزلت دموعي...
تركني لما شاف التعب خدرني...
ناظرني شوي... بعدها قال متردد: أبوك... فالثلاجة... وما تقدر تشوفه...
زادت دموعي وأنا أرتعش... وبديت أنتفض من الألم... حتى ما قدرت أتمالك نفسي وصرت مرة أمسح على وجهي... ومرة ألوي شعري بيدي بكل قوة... ومرة ترتعش يدي وأحضنها لصدري... أنيني يصرخ بوجع... وتأوهي ينسمع صداه... كنت خارج وعي فما حسيت إلا والدكتور عند راسي يحاول يهديني... وبالأبرة تنغرس على لحمي إلي بصدمة موت أبوي يتوجع...
ولما بدا مفعول المخدر... كنت أناظر الإنسان إلي صرت ملك له ... خدي يضغط على الوسادة... وأنا أناظره بعين نص مغمضة...
أهمس... وأهمس له بدون أي صوت... بحركات شفايفي كنت أوصل له كلمة وحدة... كلمة وحدة لا غير...
"أكرهك"
"أكرهك"
"أكرهك"
أما هو تراجع لوراه وجلس على الكرسي بكل ثقله... وقبل لا أغمض كلياً... شفته يتأوه ويناظر الأرض ويغمض عيونه... يمسح وجهه ويغرس يده على شعره...
وتركته بهالصورة وأنا أرتحل لعالم الظلام...

* * * * *

الأثنين...
27-8-2007 ...

مسكتني هدى من إيدي... وهي تقودني من بوابة المستشفى لسيارة سودا كانت واقفة عند البوابة وصاحبها واقف جنبها... تجاهلته ودخلت السيارة...
سندت راسي ودموعي تجري... آآه... يا عيوني كفاية دموع... كفاية...
سمعت هدى تقول لوليد... وكانت هي تجلس قدام : أنا وسيف نشوف إن هذا هو الحل الأصح...
وليد بجمود: أسمعي يا هدى ...ماهر هو مسؤوليتي... ووجوده ببيت أبوه هو الأصح...
هدى بتأفف : يا أخي ...ما أظن زوجة أبوه بتهتم فيه... نورة فيها إلي كافيها... وشوفه مسكين جلد على عظم... محتاج لحد جنبه عالأقل هاليومين... وأنا أقول عندي بالبيت أفضل وأصح له...ناظرني وليد من المراية..



......
ألتقت العيون لحظة ... وأشحتها بكل تجاهل ما همني رايه... هو مين يكون حتى ...حتى... لكن هو ...هو وصي... وصي علي؟؟... جمدت دموعي لهالواقع المر...
هدى قالت بنرفزة لوليد... ما توقعتها ممكن تتكلم معاه بهذا الأسلوب... : أسمعني يا ولد خالد وسارة... خلك مرة معي... ووافقني...
وليد لف لها وابتسم ساخر: وإذا ما وافقت معاك؟؟ شو ناويه عليه؟؟؟
تناسيت آلامي لحظة وأنا أناظر هدى وبكل بساطة تضربه على كتفه بمزاح...
هدى بابتسامه حلوه : ما أتوقع ما راح توافق... أنت الغالي إلي مايرفض لي طلب...
ارتعشت شفايفي... وليد...وهدى؟؟؟ ...شو بينهم؟؟؟ هزيت راسي بلا... مو معقولة؟؟ ...لا...
ما حسيت إن السيارة وصلت عند باب بيت أبوي... إلا لما سمعت صوت هدى يناديني وهي فاتحة الباب...
هدى : إنزل يا ماهر...
وبأفكاري الشاردة نزلت... كان وليد ينتظرنا... رميته بنظرة حقد أكثر من العادة... حتى إنه رص بحواجبه...
قالت هدى: مشكووور ما تقصر... يلااا ماهرندخل...
قال فجأة لهدى: أدخلي للبيت...ودي أتكلم شوي مع ماهر...
لفت إنتباهي إسمي إلي طلع من شفايفه بهمسة إزدراء... ومثل كل مرة تجاهلته وجيت بدخل ورا هدى... إلا إني ما حسيت إلا وهو ماسكني من يدي وساحبني لبعيد... لحد المسبح إلي كانت جنبه أشجار كبيرة... وظللتنا شجرة عن النظر...
همس بعصبية : وشو حقها هالنظرة؟؟ الكل عرف إنك صرت مسؤوليتي وإياني وإياك ترمي هالنظرات قدام الناس...
صريت على أسناني... وسحبت إيدي منه...
أشرت له : أبعد أيدك عني... أنا تعبان وما فيني حيل أتشاد معك...
شفت نظرة العصبية ترتسم على وجهه لأني تجاهلت سؤاله... ومد إيده القاسية تمسك ذقني وتثبته لنظرته...
قال بعصبية : ما أظن إنك من زود التعب بترتمي عند رجولي...
أشرت : أنت شو تبي؟؟ ما كفاك إن موت أبوي كان بسببك...
سكت وهو يناظرني محتار وقال بجمود: من وين لك هالفكرة الغبية؟؟
أشرت له بضعف رغم إني أعرف...إن هالحجة من أساسها غبية: أنت السبب... أنت السبب...
رجعت أأشر: أتركني لحالي... ليش تحملت مسؤوليتي؟؟ ليش؟؟
ما جاوبني لأنه ابتسم بقسوة وهو يقول: وأنت ليش وافقت؟؟؟
أرتعشت إيدي وأنا أقول له : أبوي... ما كنت أريد أسبب لأبوي التعب... وأنت ..أنت جيت و...و....
ونزلت دموعي بدون إستئذان... تأفف كأنه يزدري منظر دموعي ... وبلحظة صمت رجع يقول لي...
وليد: هدى تريدك فبيتها هاليومين...
قاطعته بشراشة بعد ما مسحت دموعي: ما أريد... أنا أكرهك...أكرهك أنت... وهدى... ما أريد أي شيء منها...
سمعت وقتها صرير أسنانه... مسكني من زندي وضغط عليها...
قال: تكرهني أنا؟؟ ما أختلفنا فيها... لأن هالشعور بعد متبادل... بس تكره هدى؟؟... شو سوت لك؟؟ وإلا نظرتك للناس الطيبة البسيطة أحط من نظرتك لخالك السكير وصاحبه...
حاولت أسحب إيدي... لكني ما قدرت...
سألني بقسوة وبأمر وهو يهزني: وشو حقها هالنظرات المشمئزة؟؟ تكلم...
سحبت يدي منه وأشرت له بعد تردد: أنت... أنت قذر...تــ... تفكر بوحدة متزوجة بعمك... أنت...أنت...
سكت لما شفت نظرة الجمود والسوداوية فوجهه...ما كنت أتوقع إنه راح يفهمني... لكن الظاهر هو فهم شو أفكر فيه... لأني ما حسيت بنفسي إلا وأنا محشور عالشجرة وجسمه... ضغط على كتفي بقوة... أرتعشت وأنفاسه تلفح خدي... حسيت بحرقة خدودي من التوتر والحرج...
همس لي بكل عصبية وقهر وهو ينقر على راسي: طمن عقلك المريض هذا... لأن هدى تكون خالتي... أخت أمي من جهة الأب...
وضغط على ذقني وهو يكمل همسه: لكن أكيد... أكيد بيكون تفكيرك بهذا المستوى المنحط...
وتركني ولف راجع لسيارته... ما كان عندي أي شيء أقوله لنفسي... إلا إني بينت له أشد حالاتي غباء...

* * * * *

الخميس...
30-8-2007 ...

رفضت خروجي من البيت... وأقنعت هدى إني برتاح فبيت أبوي... وبكذا مرت أيام العزا بدون تصادم لي مع أرملة أبوي نورة لأنها غلقت على نفسها الأبواب طول النهار... كل وقتي بغرفتي أبكي أو أقرأ قرآن... مطلبي فساعات الفجر الأولى وقيام الليل دعاء ربي... والمغفرة لأبوي... أو إني أنزل للضيوف العصر وبعد السلام أتم فكرسي أناظر بشرود... صح هي أيام تنعد إلي عشتها مع أبوي بس أنا تعلقت فيه... وحس بفراغ كبير ...كبيييير بعد أبوي...
ورغم إن المكان عزا إلا إني ماسلمت من لسان الكل... كل ما جلست أسمعهن يتكلمن عني وعن العقيد وليد لي صرت من مسؤولته ... يتحسروا إن هالشاب تحمل مسؤولية أخرس... يتكلمون عني مو كأني أخرس إلا أصم بنظرهن... ويحشون فيني...

وفمثل هاليوم كانت لي أول مشادة مع زوجة أبوي...وعمتي سلمى إلي ما عرفت قسوتها إلا إلحين...
كنت أبوس ليلى وهي فحضني... وأمسح على راس طارق... وأنا أناظر لبعيد... كنت فالصالة... والوقت على 5 العصر... كان دوم فكري لأخواني... أنا إلي كنت أبكي على يتمي لما كان أبوي حي...على يتمي لما تخلت عني أمي... وعلى يتمي لما توفى جدي... لكن أخواني صغار ما عرفوا كل هالمعاني... وما أريدهم يعرفوها ويعيشوها...
سمعت فجأة صوت يهمس بحقد: أنت؟؟ أنت لحد الحين هنا؟؟
لفيت وشفت زوجة أبوي وكلها شرر... وعمتي سلمى إلي تزيد عنها بالعصبية...
ناظرت ببلاهة... وأنا يعني وين بروح؟؟...
صرخت نورة : أترك أولادي... لا بارك الله فيك ... لا بارك الله فيك يا الأخرس المجنون...
أرتعشت يدي بسبب صراخها وحسيت أخواني إنتفضوا... تركتهم وأشرت لهم يطلعوا...
زاد صراخها لما شافت إن أولادها يستجيبوا لي: أنت ما شبعت؟؟ ما كفاك إنك قتلت زوجي... رملتني...ويتمت أولادي... ؟؟ تجي توسوس لأولادي؟؟
أشرت: أنا؟؟
صرت على أسنانها: إيه أنت يالـ... أطلع ...أطلع من بيتي... أطلع... لو ما وجودك... ما كان أحمد مرض وتوفى... أطلع أقولك...أطلع... أطلع...
تسمرت فمكاني... وما حسيت إلا وعمتي تثرثر بحقد...
عمتي سلمى: أكيد عجبك الوضع... الورث ينتظرك... أنا أدري إن هذي خطتك ...تمثيلك معــروف...مكشـــــوف من البداية...
أشرت لها: لا... كل كلامك خطأ...فخطأ... أنا ما همني الورث...
ما فهمت لي زوجة أبوي...ولا عمتي إلي مسكتني من يدي وسحبتني...
صرخت: لا بارك الله فيك وفأمك... يالأخرس... أنت سبب كل المصايب ...أطلع من البيت أحسن لك لا أسحبك...
سحبت إيدي منها بكل عنف... أنا ما سويت أي خطأ حتى ترمونه فيني؟؟ ... سمعنا وقتها صوت عند الباب... كانت هدى واقفة تناظرنا بحيرة... بعدت عنهن وأرتميت بحضنها أطلب سند لي فهالمحنة...
أشرت لها: يريدون يطردوني يا هدى من بيت أبوي... يتهموني فسبب موت أبوي...
تكلمت هدى متوترة: نورة...الله يهديك وأنت يا سلمى ...شو هالأفكار؟؟ أحمد رحمة الله عليه يومه جا... والأعمار بيد الله... وماهرماله يد بأي شيء...
صرخت نورة: طلعوه من بيتي... طلعوه... هو سبب كل المصيبة... طلعوه...
وبكت وضربت خدودها وراسها... أرتعشت لما وقفت لوحدي...أناظر هدى وسلمى يشيلنها لغرفتها...كانت منهارة بجد... لكن...أنا...شو ذنبي؟؟؟ كل ما أدور على بر الأمان وألمحه...أصطدم بالمصايب... رحت لغرفتي وأنا أرتعش... يا خوفي يطردوني من هالبيت إلي كنت بديت أحس فيه بالراحة ... ريحة أبوي ما زالت تنبعث من هالمكان...يا خوفي يطردوني وأنا مالي أحد ملزوم يضمني له... عمامي أحسهم أغرب من الغريب وهم مو ملزومين فيني وأمي حية... أمي؟؟؟ لا هي حتى تكره شوفتي لأني أذكرها بماضيها التعيس مع أبوي... بس هي ملزومة فيني... لازم أروح لها وأتكلم معها... لازم...

* * * * *

الأحد...
2-9-2007...

كان الوقت على 12 ونص الظهر...
لبست وطلعت لغرفة البواب... ضربت الباب وطلع لي البواب...
كتبت له: عمي... لو سمحت أريد سيارة توديني للخوير...
ناظرني البواب محتار... وما كان له إلا ينفذ... أصر هو إلي يسوق بعد ما شاف فيني الجد...
لما وصلت لشقة أمي... كتبت للبواب: عمي لا تنتظرني...
قالي وهو محتار وبنظرته قلق: يا بني وين مجيبك هنا؟؟ وكيف ما أنتظرك؟؟
كتبت: هذي شقة أمي... أنا لازم أتكلم معها... لا تنتظرني لأن زوجة أبوي يمكن بتحتاج لك... برجع بتاكسي إن شاء الله...
وطلع بعد ما أصريت عليه... ومشيت طالع للشقة... ضربت الجرس مرتين وأنتظرت يطلعولي... أنتظرت وأنتظرت فما في جواب... فالأخير قلت يمكن طالعين فجلست على الدرج أنتظرهم يوصلوا... طلعت لي خبز وجبن وكليتهم وأنا أفكر شو بقول لأمي...

* * * *

الساعة 4 العصر...

فهالوقت بعد ما تكسرت ضلوعي وانا جالس عالدرج سمعت الصوت إلي عرفت فيه إنهم رجعوا... فتحت باب السلالم وناظرت أمي تكلم زوجها... وزوجها حامل لما إلي نايمه... وشغالتهم تفتح الباب... ترددت وحسيت بخجل كبير وقررت أتراجع... فالوقت إلي دخلوا الشقة وأنا واقف بمكاني متردد تنبهت إني لازم أتكلم مع أمي... فرجعت أضرب الجرس وأنتظر...
طلع لي زوج أمي إلي ناظرني محتار... و مصعوق ... حسيت نفسي مثل المتشرد وهو يناظرني محتار...
كتبت متردد : السلام عليكم... عمي أرجوك... أريد أتكلم مع أمي...
شفته تردد بشكل كبير وبعدين سمعنا صوت من الداخل ينادي: فيصل... من على الباب؟؟
فتح زوج أمي الباب حتى طاحت عيني بعينها... ومثل ما شفت نظرة العصبية بسرعة ترتسم على وجهها جاتني وحاولت تسكر الباب فوجهي... لكن أنا بشجاعة مسكت الباب بيدي ودفعته شوي ودخلت...
صرخت بقوة حتى إني أنتفضت أنا وزوجها: شو تبي أنت؟؟ طلع برا أشوف...
أخخخ يا أمي غريبة كيف تزوجتي وخلفتي هالطفلة وأنتي ولا فيك ذرة شفقة علي أنا... إبنك الأخرس...
كتبت لهابكل حزن : جيت أخبرك يا أمي إذا ما دريتي أن خالي (أخوك) إلي أستغل ضعفي وحاجتي لسند وإلي حاول يبيعني لأصحابه القذرين أنسجن... وأبوي رحمة الله عليه توفى...
ناظرت المسودة وجمدت بمكانها لحظة...
ورجعت تصرخ علي: وأنا شو دخلني... وانت ما تجي إلا تزفني هالأخبار؟!... صدق إنك مقرود ومنحوس...
مسكتني من يدي... هذي هي اللمسة الأولي لي من أمي... إلي أحس بيدها تنطبع على زندي وتلتف عليها مثل قيد من نار... وبكل جرأة وتجاهل لزوجها إلي كان جامد بمكانه... سحبتني ودفعتني للباب... لكني أنسليت من بين يديها...
كتبت: أنا أدري... أدري سبب طلاقك من أبوي...
همست بعصبية : لا بارك الله فيك وبأبوك...
مسكت يدها بسرعة وأشرت: لا تدعين على أبوي...
ناظرتني متقززة من إشاراتي الغريبة... فعلاً في ناس إما تستغرب وتشفق علي أو تتقز من إشاراتي... وأمي من فئة إلي تقززوا... رغم إنها... أمــي...
كتبت: وأدري أنك إنتي السبب... تذكري يا أمي أنا أكون إبنك... برضاك أو غصب عنك أبقى أنا إبنــك... وملزومة أنتي فيني بعد أبوي...
وما حسيت إلا بالصفعة على خدي ومن قوتها صدمت بالباب وتأوهت... والغريب إن زوج أمي مسكني من يدي وهو يسألني عن حالي...
ناظر زوجته وقال: شو فيك يا سعاد؟؟ ليش ضربتيه؟؟
صرخت عليه : تبيني أعيشه معي... يقول أنا ملزومة فيه بعد أبوها... يخسي ... هذا إلي ناقص... خرجه من بيتي...
ما كان لي أي ردة فعل غير سكوني إلي من أعماق أعماقي هز كياني... هذي امي للمرة الثالثة ترفضني... ورمت فيني بكل برود...
كتبت لها: أنا ما جيتك علشان أرغمك علي... فاض الكيل ووجودك بحياتي أو رفضك لي ما عاد يهمني...
وحسيتها تقرب مني وهي تصارخ : وإذا هذا كلامك... ليش هالتمثيلية الغبية إلي جايبتها لي؟؟
مسكتني وهي ناوية ترميني خارج شقتها... لكن أنا وإلي بعد صفعها لي وصراخها علي صار ما عاد يهمني نظرتها لي... سحبت نفسي منها...
وكتبت: حاولت أنزع فيك هالقسوة لكن مادريت إن ذاتك أنزرعت من جذورها بهالقسوة...وتذكري فالأخير إن جزاك يا أمي عند رب العالمين...
جمدت بمكانها بدون أي كلمة لأني ما تركت لها مجال... ولفيت وأنا أبتسم لزوج أمي إلي ناظرني مشتت... غريب هالإنسان ما فهمته... مرة أشوف فيه الضعف ومرة أشوف فعيونه الشفقة ومرة أشوف فيه حب التخلص من هالمشكلة... مسحت على يده أطمنه وكتبت له عالسريع: آسف لأني أفتعل المشاكل بينك وبين أمي...
ناظرني وعيونه تلمع بأسف وضعف... صحيح أنا من داخلي مهزوز لكن بينت معدني الصلب وأبتسمت لهم بالسلام... لكن قبل كل هذا كتبت لأمي عالمسودة كلمات أصب فيها مشاعري... وتركتها بين يديها وأنا أبتسم بكل جرأة وشجاعة وأطلع من الشقة...

* * * *

الساعة 6 ونص...

نزلت السلالم ومشيت شوي هايم وبعدين رحت أدور على تاكسي... ورجعت للقرم لبيت أبوي... وأنا أتجاوز البوابة وبعدها غرفة البواب... وقتها لاحظت الإنسان إلي واقف متكي على الجدار... يناظرني بسوداوية...
وبكل برود كملت طريقي بدون ما أعطيه أي أهتمام... ومثل كل مرة ما حسيت إلا ووليد مسحبني... شلت يده بكل قوة...
وأشرت: أتركني لحالي يا أنسان... أنت ما عندك غير تسحبني...
سألني بجمود: وين كنت؟؟
ما جاوبته ولفيت بطلع... إلا وهو ملزقني على الجدار...
صرخ: لا تعطني ظهرك...
أشرت له بكل عنف: تذكر إنك مو بمهمة عمل... أنت مو سجاني حتى تأمرني وتصرخ علي...
زاد ضغطه علي وصرخ وهو يسأل: وين كنت؟؟
رفضت أجاوبه... وهمس وهو يصك على أسنانه: أدري عنك رحت لأمك...
ناظرته بقهر... وأشرت : وأذا كنت تعرف وين كنت ليش تسألني... وإلا ما يحلى لك إلا الصراخ...
سألني بقسوة: ليش رحت لها؟؟
أشرت بملل: مالك حق تسألني لكن بجاوبك... رحت لأنها مسؤولة عني... لأنها ملزومة فيني بعد أبوي...
قالي يجرح ويسخر: أكيد رفضتك مع أخلاقك الوسخة إلي تتشرف بكل برود تحملها... صدقني ما في حد ينظر لك بنظرة أكثر من نظرتهم لحيوان مسعور...
فتحت عيوني من الدهشة... لا...لا... إلا هالكلام...ما قدرت أستحمل إهاناته وبكل قوة صفعته على وجهه أطلع حرتي... شفت وجهه أنقلب أسود من العصبية... وخده صار لونه أحمر من الصفعة... سكنت وأنقطع نفسي أترقب يصفعني... يضربني... لكن لا...
مسك ذقني بيد ومشت لحد رقبتي وضغط عليها... مال علي وحسيت بأنفاسه حارة من الغيظ... أرتعشت وخفت وصرت أرتجف بدون حركة...
همس: بمشيها لك هالمرة... بس والله... والله إذا فيوم أنطبعت أصابعك على خدي بطبع على خدودك معنى الوجع نفسه...
ورغم رجفتي حركت شفايفي بكل بطء بدون أي صوت... بالكلمة إلي أفضفض بها حرتي... بالكلمة إلي أدري إنها تقهره... بالكلمة إلي هو يفهمها ويفهم معناها مثل ما أنا أفهمها...
"أكرهك"
ناظرني وعيونه تلمع بسوداوية وتركني فجأة ورجع لوراه... رفرفت بعيوني وأنا أشوف طيفه يختفي... وقدرت وقتها أرتمي جالس عالأرض وأنا أنتفض من الخوف...

* * * * *

بالليل الساعة 10...

أرتميت على سريري وعيوني تلمع ألم بسبب مواقف هاليوم... يوم سبب لي شرخ بقلبي... يوم قاسي أجهد جسمي... تذكرت موقفي مع وليد والسبب كله سخريته مني لأن أمي رفضتني للمرة الثالثة... وقتها تذكرت الكلمات إلي كتبتها لأمي قبل لا أطلع... أدري فيها كلمات قوووية... بس من حرتي وألمي كتبتها بدون تفكير...
.
.
((( ما عدت بحاجة حتى أذكر كلمة "أمي" بقاموسي ... لأنك ما قد هالكلمة بالنسبة لي... تطمني أنا صار لي وصي... أبوي علشان يحميني حط مسؤوليتي بيد ولد عمي إلي أخذ عني فكرة إني بعت شرفي... وبكذا أنتي مو ملزومة فيني... لكن تذكري إني... حملتك مقدار معاناتي بهالدنيا... حملتك مقدار كل دمعة تنزل مني... وهي على رقبتك ليوم الدين... موتي قريب... قريب بشكل ما تتوقعين... وأنتي إلي بتمشين على نعشي... أفرحي... وأستبشري... لأن وليد بدا بكل جهل... يـــغـــسلنـــي)))...

* * * * *

(نهاية الفصل الخامس)





انا اسفة على الاخطاء واذا فيه خبروني لاني كل مرة اجي اراجع لاصحح الاخطاء بينحدف معي فقررت انزل بلا ما اراجع
اه وبما ان قلبناها ياوي شو بدكم انحراف وادخل في تفاصيل ولا مختصر ولا مثل الكاتبة وافهمو من سطور او مثلي لحتى يطلع حدا حامل لفهمت شو صار هههههههههه
اه وانا قريت اربع روايات ستريت غير ده يعني لو بدكم بعدلكم بعد لو قلتم ايه بعدل لكم الي فيها اختطاف مادامكم بتحبو مثل هاي رواية
 
Top
view post Posted on 28/5/2015, 23:56     +1   +1   -1
Avatar

ياويي منحرف

Group:
Member
Posts:
397
Reputation:
0
Location:
العراق

Status:


الانحراف وبلتفصيل
 
Top
view post Posted on 29/5/2015, 00:29     +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:


QUOTE (sajad alsaady @ 29/5/2015, 00:56) 
الانحراف وبلتفصيل

ههههههههههههههه ده لي بعرفه فعلا مابعرف اختصر في الانحراف هههههههههه
 
Top
Amaimon
view post Posted on 29/5/2015, 00:52     +1   +1   -1




اوميقاد 😍😍
الشابترات بديت اتحمس معها 😁
بس يحزن بعد ماتعلق بابوه مات بجد نحس 😢
متحمسه للشابترات الجايه وياليت تخلينها بالتفصيل ☺️
تسلمي كثيرر 😘

Inviato tramite ForumFree Mobile

 
Top
glboOo13
view post Posted on 29/5/2015, 01:01     +1   +1   -1




الباارتين جناان
واطمع لقراااء المززيد والمززيد
ما يحتاج تراجعي شي مل شي واضح ويجنن
وليييد هذااء مرهته
وكسرني وحزني مووت ابووه
بس عجبني كلامه ل امه تستاهل الي جاها الملام لحاله يكفي بس ودي اعرف من وين لها ها القسوه على ولدهااا
ولييد ما حبيته لاني اكره الي يحكم على شخص من موقف واحد ويفسر الي شافه من وجهه نظره
متحمسسه للجاااي
لا تطولي علينا ياعسل
😘😘😘
 
Top
view post Posted on 29/5/2015, 01:15     +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:


QUOTE (Amaimon @ 29/5/2015, 01:52) 
اوميقاد 😍😍
الشابترات بديت اتحمس معها 😁
بس يحزن بعد ماتعلق بابوه مات بجد نحس 😢
متحمسه للشابترات الجايه وياليت تخلينها بالتفصيل ☺️
تسلمي كثيرر 😘

Inviato tramite ForumFree Mobile


:D الكل منحرف وبدو تفصيل
ايه الحزن لسه مابلش
تسلم ايامك

QUOTE (glboOo13 @ 29/5/2015, 02:01) 
الباارتين جناان
واطمع لقراااء المززيد والمززيد
ما يحتاج تراجعي شي مل شي واضح ويجنن
وليييد هذااء مرهته
وكسرني وحزني مووت ابووه
بس عجبني كلامه ل امه تستاهل الي جاها الملام لحاله يكفي بس ودي اعرف من وين لها ها القسوه على ولدهااا
ولييد ما حبيته لاني اكره الي يحكم على شخص من موقف واحد ويفسر الي شافه من وجهه نظره
متحمسسه للجاااي
لا تطولي علينا ياعسل
😘😘😘

وانا نفسي اعرف كيف ام تقسى لديك الدرجة
معك حق وانا اكره الي يحكم على الخارج وما يفهم الداخل بس ما لازم نحكم ظاهريا عليه ماهو خرب غظائه كتاجر مخدرات لينقده يعني نشكره على ده
وشكرا لانك خبرتني مافيه اخطاء
 
Top
wafe
view post Posted on 29/5/2015, 04:47     +1   +1   -1




رح ابكييي
ايش القسوه دي
وليد قلبه حجر
وماهر ارق من الطفل
شكرا مررره شكراً انك نقلتي لنا دي الروايه
دحين بدا العذاب له وليد مارح يرحمه
ولا رح يهتم فيه
المهم شكرا
وللمرة الالف شكرا
 
Top
Øtákú
view post Posted on 29/5/2015, 07:15     +1   +1   -1




:c4: :c4: مسكييين مااهر
يطلع من الم يروح الم اخر
قطع قلبي ابوه مات لما بدء يهتم فيه ويحبه :c4: :c4:
ووليد صار وصي علييه :f3: احسه بيكرهه ويعذب فيه ولما يعرف ماضيه هيحبه
....
طبعا انحرااف بالتفصيييل
ومش مشكله الاخطاء ما دمنا بنفهم عليكي :h1:
واستمري وبانتظارك :g1: :g1: :g1: :g1: :g1:
 
Top
view post Posted on 29/5/2015, 13:10     +1   +1   -1

________

Group:
Member
Posts:
26
Reputation:
0
Location:
Al Mubarraz, Ash Sharqiyah, Saudi Arabia

Status:


الرواية مره عجيبة لاتطولين علينا منجد الرواية تحمس أنا مو قادرة انتظر من الحماس 😭👍😂
 
Top
view post Posted on 29/5/2015, 13:21     +1   +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
1,248
Reputation:
0

Status:


مايمديه يتنهنى الى ينصدم
وامه ذا الغثيثه مافيها رحمه
يعطيك الف عافيه
مو مهم اخطاء اهم ان فاهمين
ننتظر فصول باقيه
 
Top
view post Posted on 29/5/2015, 14:15     +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:


QUOTE (wafe @ 29/5/2015, 05:47) 
رح ابكييي
ايش القسوه دي
وليد قلبه حجر
وماهر ارق من الطفل
شكرا مررره شكراً انك نقلتي لنا دي الروايه
دحين بدا العذاب له وليد مارح يرحمه
ولا رح يهتم فيه
المهم شكرا
وللمرة الالف شكرا

الف شكر لتعليقك ووليد لسه مابلش حتى

QUOTE (Øtákú @ 29/5/2015, 08:15) 
:c4: :c4: مسكييين مااهر
يطلع من الم يروح الم اخر
قطع قلبي ابوه مات لما بدء يهتم فيه ويحبه :c4: :c4:
ووليد صار وصي علييه :f3: احسه بيكرهه ويعذب فيه ولما يعرف ماضيه هيحبه
....
طبعا انحرااف بالتفصيييل
ومش مشكله الاخطاء ما دمنا بنفهم عليكي :h1:
واستمري وبانتظارك :g1: :g1: :g1: :g1: :g1:

انا خبرتكم الرواية مافيها فرحة بتتم عذاب فعذاب
ههههه خلاص بننحرف رغم ان فيه شغلة مابحب اكتبها بس حفصلها هي بعد
شكرا لازم تفهمو علي بعدين لما اصير اغير في الفصل اكثر من نصه ههه

شكرا لك

QUOTE (Khawatir @ 29/5/2015, 14:10) 
الرواية مره عجيبة لاتطولين علينا منجد الرواية تحمس أنا مو قادرة انتظر من الحماس 😭👍😂

اكيد مابطول حتى اليوم ان شاء الله بنزل لكم فصلين

QUOTE (Rnod @ 29/5/2015, 14:21) 
مايمديه يتنهنى الى ينصدم
وامه ذا الغثيثه مافيها رحمه
يعطيك الف عافيه
مو مهم اخطاء اهم ان فاهمين
ننتظر فصول باقيه

انا صراحة اكره امه اكثر من وليد هي لي رمته
بتمنى ظلو فاهمين علي وبتمنى مايكون فيه اخطاء
الف شكر ومابطول عليكم في الفصول
 
Top
190 replies since 25/5/2015, 23:19   20073 views
  Share