ذكرى عابرة ..

ذكرى عابرة ..



البارحة .. طرقت أبواب ذاكرتي .. ذكرى عابرة .. تعشق كسر الهدوء الذي يخيم على حياتي مؤخراً ..

جاءتني .. همست في أذني .. قائلة .. كيف هو الشعور بالوحدة .. ؟

قلت لها لا بأس ما دام الأمر قد كان خياراً لابد منه ..

ابتسمت و احتضنتي بجسدها البارد .. أظنك لا زلت تفتقده .. تفتقد ابتسامته الدافئة .. تفتقد صوته حين يناديك .. و حين يهمس في اذنك أنا هنا دائماً إلى جانبك .. و حين تنهار فيأخذك في حضنه .. و حين يمسح دموعك و أنت تختنق في بكائك ليخبرك أنه وطنك الوحيد ..
و أنك فقط تنتمي إليه .. أنت تفتقد كل التفاصيل الصغيرة التي كان قد تركها وجوده في حياتك ..
تفتقد حتى احساسك بالغيرة عليه .. رغم أنه آلمك .. إلا أنك تفتقد ذلك الشعور تجاهه ..

أنت تفتقده فلماذا تكابر ..؟

أنا .. أنا لا أفتقد أحداً أبداً .. ففي النهاية أنا عديم مشاعر .. أنا فقط أفقتد شيئاً يملأ وقتي لا غير .. شيئاً يأخذني إلى عالم الأحلام لا أكثر ..
أنا فعلاً لا أكترث ماذا يمكن أن يكون أو من يمكن أن يكون .. أنا فقط افتقد شيئاً يأخذني بعيداً عن الواقع الذي لا أطيق إلى عالم يشبه الخيال الذي لا طالما أردت العيش فيه ..
لا شيء في الواقع يشد انتباهي .. كل ما يهمني هو قتل الفراغ ..

ضحكت باستنكار .. أنت تحبه فلا تنكر .. الجميع رؤوا ذلك في عينيك ..
اجبتها أنا لا أحب سوى نفسي .. و الدليل أن مصلحتي تأتي دائماً فوق الجميع ..

نعم .. كنت أظن أنني أحبه إلا أنني لم أكن كذلك يوماً .. كان وهماً .. رغم أن جميع الأشياء تذكرني به ..

صحيح أشعر برغبة في رؤيته أحياناً و التحدث إليه .. لكنني أعلم أن الأمر بلا جدوى .. هو لن يعود .. و أنا لن أناديه ..

أعلم أن الفراق كان الأفضل لكلينا .. لن أضيع وقتي في مطاردة شيء أعرف نهايته مسبقاً ..

و الآن فلتتركيني .. أريد النوم فقط .. و الغرق في عالمي الخاص بين تراهات عقلي .. و أفكاره المبعثرة ..

خرجت و أنا أعلم أنها ستكون موجودة حين أستيقظ .. و ستأتي حين تهب نسمات الشتاء الباردة مخترقة عظامي بلا رحمة ..