YAOI YEAH !!

التَاسع من مايو

« Older   Newer »
  Share  
RoseBlue
view post Posted on 21/3/2015, 17:31     +7   +1   -1








مقدمة


الرياح تجرف معها أوراق الجرائد ، و ترتطم بسياج المنازل المتراصة بجانب بعضها ، قطرات

المطر بدأت بالفعل تتساقط بقوة ، غاسلة الطرقات بسخاء ، كان يجري واضعًا حقيبته فوق

رأسه ويركض ، يرقب قدميه خوفًا من ينزلق و يُكسر له عظم أو سن ، لمْ ينتبه للرجل الذي

كان يسير أمامه فتعثر به و سقط الاثنان ، تأوه بصوت مزعج ، وجعل يمسح عن وجهه الماء

الذي بلله مجددًا ، ليعطيه حمامًا باردًا سريعًا جاعلًا شفتيه ترتجف بجنون .

نظر بجانبه كان الرجل الذي ارتطم به ، يراقب مضلته التي طارت مبتعدة عنه ، و بجانبه الكثير

من المعلبات ، بعضها قد تدحرجت مبتعدة عنه ، رفع الرجل بصره للجالس خلفه يرقبه ببلاهة دون

أن يعتذر حتى ؟!

ما هذا الحظ ؟؟! ها هو الآخر قد اغتسل بالمياه المنسكبة من كبد السماء ، رمق الفتى الذي كان

ينظر للعلبة التي أخذ تتحرج إلى نهاية الشارع ببرود ، أنتبه له ونظر إلى قائلًا : أوه آسف يا رجل

لم انتبه إليك !

رد الرجل : لا أريد أسفك كيف ستعوضني عن هذا، ألحق بها هيا ! وأشار إلى العلبة التي

وصلت لنهاية الشارع بالفعل ، هز الفتى رأسه و نهض راكضًا للعلبة التي لم تستقر بعد ، بينما

الرجل أخذ يجمع العلب في كيسه الذي أزداد ثقله بالمياه المتساقطة بداخله ، التصقت شعيراته


البنية بجبهته و ولامست خديه ، قطرات الماء تضرب رأسه بقسوة ، وخط رفيع من المياه

أخذ ينسكب من ذقنه و انفه أثناء انحنائه للأرض .

جمع العلب أخيرًا وانتصب وافقًا والفتى لم يعد بعد !! أكمل طريقه فمنزله بنفس الاتجاه الذي ذهب

به الفتى ، بعد أن أخذ الحقيبة المرمية على الأرض ، لربما تعود للفتى الأهوج !

حالما وصل لنهاية الشارع لمح الفتى يركض باتجاهه مادًا بالعلبة إليه ، وهو يلهث والمياه

تنسرب على بشرته البيضاء بشكل غزير ، عيناه الواسعة ، و قرحتيه الزرقاء الكبيرة ، هناك

حلق على إحدى أذنيه ، وشعره الفاحم قصير بالكاد يلامس رقبته الطويلة ، بدا مثاليًا والمياه

تغسل وجهه و هو يتنفس عبر فمه .

أخذ العلبة وناوله بالمقابل حقيبته قائلًا : انتبه لطريقك في المرة القادمة ، أيها الفتى .

لوى الفتى شفتيه ، و أمسك بحقيبته ، وقبل أن يقول ، الرجل غادر ببساطة وهو يسير ببطء

والمياه ترتطم وتنزلق فوق معطفه الجلدي !



الفصل الأول

الفصـل الثاني

الفـصل الثالث

الفصلين الرابع والخامس
..........................


كما ترون يا سادة يا كرام قصة جديدة


توقعاتكم بشأن الشخصيتين كبداية


كونوا بسلام ^^


الغلاف جاري العمل عليه ^^





Edited by RoseBlue - 28/6/2015, 00:33
 
Top
view post Posted on 21/3/2015, 19:10     +2   +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:


البداية تحمس كملي وياريت يسيرو كوبل بلا اغتصاب وسادية الا ادا كانو بتراضي ههههههههههههه بس ظنيت راجل بياخد معه الولد لبيته هههه بانتظارك
 
Top
view post Posted on 21/3/2015, 19:13     +1   +1   -1

ياويي على الطريق

Group:
Member
Posts:
210
Reputation:
0

Status:


اتوقع انها بتكون تحفة

البداية تجنن

دخلت جو وانا اقرأ وللحق

انزعجت لاني وصلت للنهاية

بس بداية جدا رائعة
 
Web Contacts  Top
view post Posted on 21/3/2015, 20:12     +1   +1   -1
Avatar

ياويي منحرف

Group:
Member
Posts:
397
Reputation:
0
Location:
العراق

Status:


انها رائعه اكملي انها تحفه
 
Top
MySecondSoul
view post Posted on 22/3/2015, 01:08     +1   +1   -1




حبيتها، متأمله فيها كثير لأنها و بجدية تامة دخلت عقلي.. حسيت شخصية البطل الواضحة كريبي قليلاً وهذا الي شدنيّ، أظن انه من الأشخاص الي جواتهم فراغ ويستمر بالإتساع .. الشخصية الثانية مش واضحة تفاصيل شخصيته لكن امنياتي يكون سادي أو تسوندري هههه

على العموم، بداية جيدة لك واتمنى القصة تستمر. شكراً لك عزيزتي.
 
Top
Usami Akihiko
view post Posted on 22/3/2015, 02:13     +1   +1   -1




:<3: :g3: :g3:
 
Top
hasa
view post Posted on 22/3/2015, 02:48     +1   +1   -1






كالعاده مبدعه في أختيار القصه و الأسم و الشخصيات و طبعا أسلوبك اللي يسحر و طريقتك في السرد التي لا يعلى عليها فتسلم أيديكي الألماسيه

مقدمه رائعه من كاتبه مميزه و بارعه و المقدمه موفقه يا حلوه

جميل أوي اللقاء الأول بينهم و الشخصيتين حلوين ، التلميذ و الراجل و شكل حيكون فيه شيء بينهم

أولا التلميذ اللي واضح أنه مستهتر و مش بيهتم بحد لكن واضح طيب و الراجل الحاد اللي من الواضح بيهتم بنفسه و ممكن يكون وحيد أو مسئول عن حد

كان كيوت جدا الولد و جميل طبعا و الراجل كان وسيم طبعا

منتظره بفارغ الصبر الجزء الأول و اللي أكيد حيكون رائع بعد المقدمه الحوه دي فاستمري

شكرا جزيلا لكي و بالتوفيق و النجاح دايما

 
Top
Wejdan
view post Posted on 22/3/2015, 02:57     +1   +1   -1




ججدا جميلهه هالمقدمه ومتحمسسسه كثيرا للجزء الاول منها احس راح تكون دراميه وجمميله 💕
 
Top
view post Posted on 22/3/2015, 08:15     +1   +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
26,040
Reputation:
-20

Status:


باكا باكا. من جد جد غبيه توي أدري انك منزلتها ع بالي بعد ماتخلصي نهاية النفق حتبدي فيها
ما أدري أحس أنها فن كذا ماشاء الله من العنوان قسما بالله ما كذبت لما سميتك أجاثا كنك أختها يابنت هي الفرق أن رواياتها بوليسيه أما انت فن الرومانس يابنت انت وشخص آخر هنا لما اقرأ كتاباتك أحس النبض فوق طاقتي إلي اتحملها أحس يعورني هالنبض المجنون توقعاتي كالتالي بيلتقون مره ثانيه صدفه وبيحبون بعض و بيكون ابو حلق يوكي ما أدري بس أحسه لأيك عليه كذا وبيصير ابو. شعر بني السمي حقه المهم بداية جميله مشوقه جدا والأحلا لما تعرفي أنه هذي بداية لقاء وبداية حب تحسي قلبك بس يبي يرقص بجنون من دون استئذان منك رضيتي أو لا بيرقص بيرقص وينبض بقوه بغااااية الشوق والشغف ^ _^ جميلتي
ما انتبهت. أنه رجل. وفتى. إلا من
الردود. كان ضني. انهم. نفس. السن
هاهاهاها. كالعاده أنا. بأكا هاهأها

Edited by kiseXaomine - 22/3/2015, 08:34
 
Top
*Rico
view post Posted on 22/3/2015, 09:43     +1   +1   -1




من "نهاية النفق" اثق جدا بك.. -_-
اسلوب جميل وقصه اجمل .. احداث مثيره وشخصيات جذابه.. :g3:
متشوقه لجديدك وافكارك .. :se:

من البداية شكل القصه ممتعه ..
من الواضح ان بطلنا الـ"فتى" جميل! :il:

/رد الرجل : لا أريد أسفك كيف ستعوضني عن هذا، ألحق بها هيا !/
والـ"رجل" شخصيته واااو! :se:

 
Top
ghogho
view post Posted on 22/3/2015, 13:22     +1   +1   -1




ماشاء الله

شكل قصتك بتطلع خوررراااففيه

يعجببنيي اسلوبك وببقفوه بالببدايه حسبتك مبتددئه

بسس من التعليقات عرفت انك كاتببه نهايه النففق


ففرجاء

ببلا اغتصابب بللا سادديه بلا بطل مريض نفسييا <_<

حبيت شخصياتك من البددايه

اليوكي شكله كيوووت مررره

بانتظارك
 
Top
view post Posted on 28/3/2015, 04:58     +1   +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
26,040
Reputation:
-20

Status:


وينك. يابطه شوفي دموعي
 
Top
RoseBlue
view post Posted on 28/3/2015, 22:46     +5   +1   -1





الفـصل الأول ..


كَان ذو الشَّعر المُتمثّل بِسواد اللَّيل ، يعْتلي الدَّرجات بوقعٍ رَتيبٍ مُتباطئ ، يجرُ قدميهِ جَرًا كعجوزٍ أكلتْ

السنونُ عظامهُ فباتتْ مُتآكلة هشة ، ذِرَاعيهِ يَتَأرجحانِ معَ تمايلِ جَسدِه ، لمْ يشعر بِنفسهِ ألا وَهو

بالفعلِ أَصبحَ بوسطِ سَطح مدرستهِ الوَّاسع ، نَفخَ صَدرهُ بأكبرِ كميةٍ أُكسجين مُمْكن أن تمتلأ بِهَا رئتيهِ

، زفرَ بهدوءٍ ، ومن ثمَّ تمدد عَلَى الأَرضية ، دونَ أن يُبَالي بِالتراب الذي ألتصقَ بِقميصهِ البَّاهت ،
و الحَصَوات الصَّغيرة تَنْغزُ فَروة رَأسِه .

كَانَ يَرقب الساحبةُ الأَثيرة في قلبِ السَّماء ، تَسيرُ ببطءٍ شديدٍ يَظل يَتَتبعُهَا بقزحتيهِ المُزْرقة ، مُتَجاهِلًا

رنينَ الجَّرس لِبدأ الحصةِ الدَّراسية ، هُوَ فقط ظلَّ يحدق بِهَا ، أَغمضَ عَيْناه ، و جعلَ يُفْكِرُ بذلك اللَّقاء

منذُ أسبوعٍ مَضَى ، فقدْ قَامَ بِتتبع الرَّجل الغَريب ، ذُو الشعر الكَسْتنائي الطويل نِسبيًا لِيُغطي عُنقهِ
النَّحيل .

الغَريب أنَّه لمْ يَكن يَتَتبعه هَو كَان ذَاهبٌ لِمنزله وحسب ، وشَاءت الأَقدار أنْ يَكون ذَلِك الرَّجل بِرأس

الكستناء هُوَ جَارهُ ذاع صيتهُ بِالرجل الوَّسيم الخَفَي ! جارهُ كانَ غَريبَ الأطوارِ ، حَادَ الطباع ، لمْ يَكن
يخرجُ من بيته على الإطلاق .

يَسْمع أحاديثَ كثيرة عنْ سوءِ خُلُقهِ ، وعنْ جَمَاعاتٍ غريبةٍ يزورونهُ بِمنزلهِ بَينَ الحينِ والآخرِ ،

يَحْملون صناديقَ خشبيةٍ كَبيرة ، و مَلابسَ مُبْطنة بالبِلاستيكِ الدَّاكن ، ونِساء بَارِعَات الجَمَال !

مَا الَّذي يُخْفيه رأسَ الكَسْتناء فِي منزله ، يَجْعله لا يَغادرهُ على الإِطلاق ؟!!

يقطع حَبلَ أَفْكارهِ صَوتُ وقعِ أقدامِ أَحدِهم على الأَرضية الاسْمنتية النَّدية مِن مطرِ البَّارحة ،

يُغْلق عَينيهِ بقوةٍ ، عندِما يَشْعر بأنفاسٍ لاهثة أمامَ وجههِ ، يعْلم جيدًا صَاحبها ، يَفْتح إحدى مُقلتيهِ

ببطءٍ ، تَلْتقي بِعيني صديقهُ السَّوداء المُتسعة ، يَجْفل من قربِ وجه صَديقه منه ، يَسْحب جسدهُ

على الأرضية مُبْتعدًا عنه !

يَبتسِمُ صديقه بِأكبر ابتسامةٍ لديه ، ويَقولُ بنبرةٍ لعوبة : تَتَهرب مِن الدُّروس سيّد ادوارد ؟!

يَجَلس ادوارد مُتَكاسلًا و يَنْفض التَّراب عن يديهِ ، قائلًا : و مَا شأنك بِمَا أفعل ؟ ليسَ عليكَ البَّحثُ
عنّي فِي كلِ مرة .

يُمِيل صديقهُ برأسه ويقتربُ من ادوارد الذي كَانَ مَشْغولًا بإزالةِ الغُبار عن بنطالهِ الدَّاكن ، يقولُ وهو

يستنشقُ رائحته : الفَّانيليا .

يُمْسك ادوارد برأسِ صديقهِ و يُبْعده عنه ، فِي ضيقٍ : كُف عن ذَلك أيُّها الجرو الصغير .

يَزْفر صديقه الهَواءَ مِن أنفِهِ ، ويُكْشِرُ مَلامحه ، هُوَ كَان أصهبًا ، شعرهُ مُحْمر بشكلٍ مُلْفت ، اسنانهُ

الأمامية مُتَفرقة عن بعضِهَا قليلًا ، وأنفهُ دَقيق ، ملامحهُ بريئة ونظرتهُ تُخْفي وراها الكثير ، يِنْهض

ادوارد عن صديقهِ الذي أخذَ يَلْحق به وهو يهتف بحنقٍ : اد لمَ أنت باردٌ هَكَذا !

يُلوحُ ادوارد بيدهِ في الهواءِ ويُسّرِع من خطواته صارخًا : لا تَناديني بِذلك الاسم .

بَالهُ مشغولٌ مع الجَار العبوس ! عليهِ أنْ يَكتشف مَا وراءَ ذَلِك البَاب ، لِذَا قرر أنْ يَدْرس موقفهُ أولًا

قبلَ أنْ يَقوم بأي خطوة قدْ بَنْدم عليها .



*****************************

اعْتلا الدَّرج إِلَى غرفتهِ بِخطىً مُتثاقلة ، وقفتْ امرأةٌ طويلةُ القَّوام نَحِيلة لدرجةٍ مُخِيفة ، شَعرُهَا

المصبوغ مَلفوفٌ بِمحرمة وردية اللَّون ، وتَرْتدي ثوبًا بقطعة واحدةٍ يَصل حتَّى نَصفَ سَاقيها

العَاريتينِ ، حَلقة ذهبيةُ اللَّون علَى شَفَتها السُفْلى ، و أُخْرى على تَجْعيدة أَنْفِهَا النَّحيل .

السَّوادُ أسفلَ مُقلتيها واضح ، وهناكَ تَورمٌ طَفيفٌ أيْضًا لِسهرها المُتَواصل ، تَحكُ مُقدمةَ رَأسهَا قائلة

: لنْ أطبخ اليوم ، علي المُغَادرة إلى عَمَلي اد .

يُومِئ ادوارد ويَلْوي فَمهُ ، يَغادر تَاركًا إياها تَتَحدث مع نفسِهَا ، يسْمعُ صراخها من أسفلِ الدَّرج ،

يصفقُ البَّاب خَلْفه ، و يَرمي حقيبتهُ الخَفيفة على السَّرير ، يَنْزع عنهُ ملابسه بِلمحِ البصر ، يَبْقى

بسروالهِ الدَّاخلي الضيّق ، سَاقاهُ طَويلانِ نَحيلان ، فوقَ رُكبته تَمامًا وشمٌ صَغير هندسي الشكلْ وآخرُ

علَى بطنهِ المُسطحة حَولَ سُرته بالتحديدِ .

يَتَوجه إلى نافذتهِ و يُراقب النَّافذة المُجَاورة لَهَا ، ستائرٌ سوداءٌ خَفيفة نِسبيًا ، يَرَى الرَّجل ذُو الشَّعر

الكثيف يَتَجول جيئة ورُوْاحًا ، كَانَ يَتَحرك بسرعةٍ في الأرجاء ، يُركز ادوارد أَكْثر لكِن ما عساهُ يَفْعل ؟!

الشِقُ المُنفرج بين الستارتينِ ضَيق ، يَبتعِدُ الفتى عنِ النَّافذة ، يُبْعثر في أحدِ صناديقهِ القَّديمة ،

ويَخْرج منظارًا مُخدش الأَطرافِ ، ذُو لونٍ مَائي مُزْرق ، يَمْسحهُ بأصابعهِ المُجردة ، ويعودُ لِمُراقبة

النَّافذة بِالمنظار الطَّويل ، قَاضمًا شفتهُ السُفْلى بينَ أسنانه .

يَرَى الرجل يعود تَعَابيرهُ مُنْزعجة جدًا ، يُتمْتمُ بِكلماتٍ لمْ يستطع ادوارد قراءَتَها ، هَا هُوَ يخْتفي مجددًا

خلفَ السِتَارة المنسدلة ، يَرى الفَّتى طرفَ السَّرير يَتَحرك ليعلمَ أنَّ الرَّجل قد تمدد فَوْقه ، يظلُ على

حَالهِ ذَاك مُدة لِيستْ بالطويلة ، لِينهض وبيدهُ هَاتفهُ المَحْمول ، فَتحَ البابَ بيدهِ الشَّاغرة ، ويخْتفي
خلفه .

يَنْتظر الفَتَى مدةٌ لكن الرَّجل لا يَعود ، يَرْمي المِنْظار على سريرهِ بِجانبِ حَقيبتهُ المُهْملة ، و يُنْزل إلى

الأسفل ، البيتُ هَادئ كما هِيَ عادته ، يتوجهُ إِلَى البراد ، يفتحهُ بَيْنما بصرهُ يَجول في أرجاءِ المَطبخِ

، أغلبَ أَثاثهُ بِاللون الوردي ، والدتهُ مَهْووسةٌ بهذا اللون ، لِدرجة أنَّها كَانتْ تُلْبسه مَلابسًا زَهْرية

اللَّون عِندَما كَانَ رَضيعًا ، ضاقَ ذرْعًا بذلك اللون !

يَأخذُ علبةٌ كرتونية مُغلفةٌ بِعناية ، و قَبل أن يُقفل الباب يلتقطُ بيدهِ اليُسْرى مشروبهُ الغازي ، يَعاود

لِلأعلى لِيكْمل مراقبةَ الجار الغريب ، بَعدَ أن رسم خطته لِدخول المنزل ، لِرؤية مَا بِداخل ، لَربما يَكون

قَاتِلًا مَأْجورًا ، أو لِصًا مُحْترفًا ، ورُبما يَكون مَريضًا نفسيًا ، مُنْطوي عَلَى نفسه ، الخَيَالات تجرُ الفتى

لدهاليزَ مُتشعبة ، لِذَا عليهِ أنْ يَقطعَ الشَّكَ باليقين .


*******************************************

يَرْفع ساعة يدهِ أمامَ بَصرهِ ، السَّاعة الثَّامنة والنَّصف ، هُوَ يقف منذُ رَبعَ السَّاعة أمامَ البَّاب ، يَتَجرأُ

أخيرًا ويقرع الجَّرس ، الَّذي اصدرَ صَوتَ موسيقى هَادِئة ! عاودَ القرع ليصدحَ الصَّوْت مجددًا ، لا رَد !

يسْتمر على حالتهِ تِلك والمَعْزوفة تترنمُ بِالبيت السَّاكِن ، لِهَذا لا يَقوم بِفتح بابهُ لأيَّ أحدٍ فَقرعُ

الجَّرس بِالنسبة لهُ موسيقى مُريحة لِلأعصاب ، قَرر أنْ يَسْتغني عنِ الجَّرس ، ويَسْتعين بيديهِ فِي
القرع .... لكِن لا رد !

يعضُ الفتى شَفتهُ السُفْلى بحنقٍ ويكاد يَسْتشيط من الغضبِ ، وَ يَقْبض بقوةٍ على قبضته ، لِدق الباب

الَّذي لمْ يَتزحزح منْ مكانهِ بعدَ مرور أَربعينَ دقيقة ، يَسْتمر بالقرعِ مُطولًا ، وأخيرًا صوتُ ارتطامٍ

شيء خَلفَ الباب ، و من ثَم دَمْدمةٌ مِن فمِ الرجل ، وتَكْسر شيء علَى البَّلاط .

يَفْتح الباب عَيناهُ ضَيقتان مُحْمرتين ، شعرهُ الكَسْتنائي فِي حَربٍ فَوق رأسِه أشعثًا مُتَشابكًا ، كَان عابسَ

الوَجهِ مُكْفهر ، يُحدِقُ مطولًا إِلَى الفتى الوَاقفِ أمامه ، يُحْمل بيدهِ علبةٌ مُغلفة بغلاف وَرَقي شبه شَفاف

، و يده الأُخْرى مطويةٌ أمَامَ وجههِ ، لمْ يَتوقع أن يُفْتح الباب ، عَلاماتُ الصَّدمة على محياهُ الحاد ،تبخر

الكلام الذي حفظه عن ظهرِ قلب .

يَتكتفُ الرَّجل يديهِ إِلَى صدره ، و يتكِئُ على الجَانبِ المُقَابل للفتى علَى البَّاب ، يَقولُ بِصوتٍ أَشج
غاضب نَبرته وقحِة : لمْ أَطلبْ شيئًا !

يَجْفل الفتى ويَبْتلع لعابهُ بَيْنما يَسْترق نَظرات سَريعة إلى مَا خلفَ الرَّجل ، يَقول بصوتٍ هادئ : مَرْحبًا
، أنا جَارك .

يشيرُ بِيدهِ لِلجهة اليُسْرى إلى المُبْنى المقابل له ، يُحَاول ادوارد الحِفاظ على صَوتهِ صَافيًا مُخْفيًا توتره

، وحَماسهُ لاقتحام مَنزل رأسَ الكَسْتناء ، يُكْمل حديثه : ادعى ادوارد ، فُكرتُ أنه لِربما رَغبتَ
بِمشاركتي وجبةَ العشاء .

يُحْملق فيه الرَّجل بعيونٍ ناعسةٍ غَاضِبة ، وأحدُ حَاجبيه مَرفوع ، يَسْتطرد ادوارد مُبررًا : أَعْني ، من

أَسْكنُ بِجوارك منذُ حَوَالي العام ، ولمْ .. .

دونَ أنَ يَنطِق الرَّجل كلمةَ ، يَبْتعد ويُغْلق الباب بوجه الواقفِ يَتَحدث ! يقفُ هُناكَ ادوارد و الدَّهشةُ

علَى مُحياه ! يسْتوعب بعدَ وقوفهِ كَالأبلة أنَّ الرَّجل الأَخرق أغْلق في وجهه ، بِلَا َأْدنى اِعْتبار لوجودِه

، و تَكبده العَناءَ لِدعوته لتناوِل وجبة ، يَبْدو أن اِختراق المنزل سَيَتطلب المَّزيد مِنَ الجهد .

ذَهبَ جهدهُ سُدىً هَذَه الليلة ، فقدْ حَاولَ أن يَبدُو طبيعيًا ، بِثيابٍ المَنزلِ الفَضْاضة ، ورَائحةُ عِطره

الذي قَامَ بِرشهِ على صدره ، لَطَالما كره العُطور بأنواعِهَا ، وقدْ أَرغمَ نَفْسه على رشه ، تبًا لهُ لمْ

يُلاحظ حتَّى ذَلك الوشم الظَاهر تَحتَ قَميصه الشفاف نوعًا مَا ، فَكر لَربما يَسْتغرب لكونهِ طَالبًا ويمْلك

وشمًا ، الغضبُ يَعْتريه ، لَطالَمَا حَصل ادوارد علَى ما يُرِيد بِحيلتهِ الوَّاسعة .

أَولى جَوْلاتهِ بَاءتْ بِالفشل ، يُنْكس رأسَهُ ويُعاودُ أَدْراجه إِلَى مَنْزله السَّاكن ، بَيْنما بالهُ مَشغولٌ

بِالخطةِ القّادمة ، يَجبُ أن تكون أَكثرَ اقْناعًا ، فَكمَا يَبْدو فَرضية أنْ يَكون مَريضًا نفسيًا تزيدُ ، بينمَا لَا

تَزالُ الفَرضيتان الأُخريين فِي محلِ شك .

قَبلَ أنْ يُغادِرُ السياج ، يَصْطدم بجسدٍ عريض ضَخم ، يَتَراجع للخلفِ ، ويرفعُ بصرهُ يَرَى رجلًا يملك

نَدبةً فِي وجهه تُشوهه ، هِيَ تمتدُ علَى طولِ وجههِ بدأً بِزاوية جبهتهِ اليُسْرى ، مُرورًا بأنفهِ ، حتَّى

فكهِ السُفلي العَريض !

يقفُ ادوارد مَشدوهًا مكانهُ بينما يَرمقُ الرَّجل أمامهُ بِنظرةٍ مُتفحصة ، كتفاهُ عَريضين ، بَشرتهُ قُمْحية

لامعة ، عَيناهُ السَوْداوين حَادتين ، و فمهُ الصَّغير يرتفعُ بابتسامةٍ غَريبة ، يَرْتعش ادوارد ويُحدِق

لجسدِ الرَّجل يكْتنفُ السَّواد من فوق حتَّى أُخمص قدميهِ ، القُبعةُ الصَّوفية الرَّمادية هي الشَّيء الوحيد

المُنافي .

يَبْتلعُ رِيقهُ بعدَ أن سَمحَ لهُ الرجل بالتَحديقِ بِهِ مَا يكفي ، يَمْرق بسلالةٍ مِن جَانبِ الفَتَى الوَّاقفِ لِوحده

، يَسْمع طَرقَ البَاب ، وفتحهِ ، يَلْتفتُ بسرعة خلفهُ مُتعجبًا ، يَرَى الرَّجل يَدْخل منزل جارهِ وابتسامةٌ

واسِعَةٌ على محياه ، يَرمقه رأس الكستناء بِنظرةٍ غَاضبة ، ويُغْلق من دونهِ الباب !

مَا الذي يَحدث بحق خالق الجَحيم ؟!

الأمرُ أَكبرُ مِمَا يَبدو !! تَتَراجعُ فَرضيةُ كَونهُ مَريضًا نفسيًا ، وتَتَقدم أن يَكونَ لصًا محترفًا .


.......................

انتهى الفصل ...

رأيكم بالبارت والشخصيات ، والأحداث يهمني ^^

تلقيت رسالة على الخاص ، كانت فيها نصيحة أني أوقف روايات وأحذفها ..

طبعًا ما أنكر أني أني على خطأ وكلنا كذا ، فعشان كذا اليوم أللي رح أوقف فيه كتابة

رح يجي ، إلى ذلكم الحين ... متبرية من ذنوب الجميع ..

عفا الله عنا أجمعين ...

كونوا بسلام


 
Top
view post Posted on 28/3/2015, 22:59     +2   +1   -1
Avatar

ياويي امير الياوي

Group:
Member
Posts:
16,612
Reputation:
-3

Status:


هههه جد بيضحكوني دوك لي بيعملو فيها ان بينصحون النصيح المغفل الي بيدور على شىء بيلاقه يعني بتلاقيهم يدورو على هيك روايات وبيقرؤوهم وفالاخير يقولك بينصح انصح حالك بالاول ورح دور على روايات من نوعك اذا هيك لا حول لله وكل واحد حر فنفسه بقى والله يهدينا
نجى للبارت جد ذكرني بفيلم امريكي لشاب يتجسس هو وحبيبته بالمنظار على جاره واكتشفو انه قاتل متسلسل :D بس بظن ده بتكون حكايته غير لان دايما رواياتك بتصدمنا هههه وبيقولو من الفضول ماقتل وهيك بظن بيحصل لاد اذا ما وقف من فضوله وشكرا لك على البارت

Edited by loubna LGBT - 29/3/2015, 00:13
 
Top
hebAz.
view post Posted on 28/3/2015, 23:05     +1   +1   -1




اوُبس :se:
للأمانه حبية شخصية الطرف الثاني الغامض، بس اذا ادورد تعرف عليـه
مدري احسُ حيعذبو اكثـر :se: :f3:
احسُ لص- واللي جاء شريكو اوُ حبيبو شي زي كذا :/
الزبده البارت كان جميـل وخفيفَ ،"
بأنتظار البارت القادم :f1:
وععَ طاري انك بتوقفي- فَ ذا الشي راجعلك طبعًا،واللي راسلتلك فيها خير للأمانه
عسى ربنا يهدينا جميعًا ♡ :f2:

Sent via ForumFree Mobile

 
Top
100 replies since 21/3/2015, 17:31   5626 views
  Share